#زمن_الفن_الجميل
ذكري ميلاد الفنان والمطرب المبدع " مـحـمـد فـوزي "
Mostafa Elsheikh originally shared:
تحل اليوم ذكري ميلاد المطرب والفنان والموسيقار العبقري والمبدع دائما " مـحـمـد فـوزي "
ولد محمد فوزي حبس عبد العال الحو، المعروف بالفنان " مـحـمـد فـوزي " يوم 15 أغسطس عام 1918 م في قرية كفر أبو جندي التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية ، وهو الابن الواحد والعشرون من أصل خمسة وعشرين ولداً وبنتاً ، منهم المطربة والفنانة " هدى سلطان "
نال " مـحـمـد فـوزي " الابتدائية من مدرسة طنطا عام 1931م ، ومال " مـحـمـد فـوزي " إلى الموسيقى والغناء منذ ان كان تلميذاً في مدرسة طنطا الابتدائية ، وكان قد تعلم أصول الموسيقى في ذلك الوقت على يدي أحد رجال المطافئ " محمد الخربتلي " وهو من أصدقاء والده وكان يصحبه للغناء في الموالد والليالي والأفراح.
تأثر " مـحـمـد فـوزي " بأغاني " سيد درويش و محمد عبد الوهاب و أم كلثوم " وصار يغني أغانيهما على الناس في حديقة المنتزه وفي احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي.
بـدايـتـه الـفـنـيـة
حضر " مـحـمـد فـوزي " إلى القاهرة عام 1938م و إلتحق بعد نيله الشهادة الإعدادية بمعهد فؤاد الأول الموسيقي في القاهرة ، وبعد عامين على ذلك تخلى عن الدراسة ليعمل في ملهى الشقيقتين " رتيبة وإنصاف رشدي " قبل أن تغريه " بديعة مصابني " بالعمل في صالتها ، حيث تعرف هناك علي كل من الموسيقار " فريد الأطرش " والمطرب " محمد عبد المطلب " والملحن " محمود الشريف " وارتبط بصداقة متينة معهم ، واشترك معهم في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها فساعدته فيما بعد في أعماله السينمائية.
تقدم " مـحـمـد فـوزي " وهو في العشرين من عمره إلى امتحان الإذاعة كمطرب وملحن أسوة بالموسيقار " فريد الأطرش " الذي سبقه إلى ذلك بعامين ، فرسب مطرباً ونجح ملحناً مثل محمود الشريف الذي سبقه إلى النجاح ملحناً.
وكان الغناء هاجس " مـحـمـد فـوزي " لذا قرر إحياء أعمال الموسيقار " سيد درويش " لينطلق منها إلى ألحانه التي هي مِلْء رأسه ، وقد سنحت له الفرصة عندما تعاقدت معه الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى ممثلاً مغنياً بديلاً من المطرب " إبراهيم حمودة " في مسرحية " شهرزاد " لسيد درويش ، ولكنه أخفق عند عرضه الأول على الرغم من إرشادات المخرج " زكي طليمات " ، وقيادة محمد حسن الشجاعي الموسيقية ، الأمر الذي أصابه بالإحباط ولاسيما أمام الجمهور الذي لم يرحمه
فتوارى زمناً إلى أن عرضت عليه الممثلة " فاطمة رشدي " التي كانت تميل إليه وتؤمن بموهبته ، العمـل في فرقتها ممثلاً وملحناً ومغنياً فقبل عرضها شاكراً
وفي عـام 1944 طلـبه " يوسف وهبي " ليمثـل دوراً صغيراً في فيلم " سيف الجلاد " يغني فيه من ألحانه أغنيتين ، واشترط عليه أن يكتفي من اسمه " محمد فوزي حبس عبد العال الحو " ليكون إسمه " مـحـمـد فـوزي " فقط ، فوافق من دون تردد.
شاهد المخرج " محمد كريم " فيلم " سيف الجلاد " وكان يبحث عن وجه جديد لـيـسـند إليه دور البطولة في فيلم " أصحاب السعادة " عام 1946 أمام الفنان الكبير " سليمان نجيب " والمطربة " رجاء عبده " فوجد ضالته في " محمد فوزي " واشترط عليه أن يجري جراحة تجميلية لشفـته العليا المفـلطحة قليلا ، فخضع " مـحـمـد فـوزي " لطلبه ، واكتشف بعدئذ أن المخرج " محمد كريم " كان على حق في هذا الأمر ، وكان نجاحه في فيلم " أصحاب السعادة " نجاحا كبيراً غير متوقع ، وساعده هذا النجاح على تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم أفلام محمد فوزي في عام 1947.
وخلال فترة قصيرة مدتها ثلاث سنوات استطاع " مـحـمـد فـوزي " التربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات ، ودأبت الإذاعة المصرية التي رفضته مطربا ، على إذاعة أغانيه السينمائية من دون أن تفكر بالتعاقد معه
وتوالت الاعمال السينمائية علي الفنان المبدع " مـحـمـد فـوزي " ومن أبرز الافلام التي قدمها ما يلي :" مجد ودموع - بنت حظ - حب وجنون - فاطمة و ماريكا و راشيل - الأنسة ماما - ورد الغرام - الحب في خطر - نهاية قصة - شحات الغرام - يا حلاوة الحب - معجزة السماء - ليلى بنت الشاطئ " و غيرها من الأفلام الناجحة حتي بلغ رصيده السينمائي 36 فيلما
وبلغ رصيد " مـحـمـد فـوزي " الغنائي حوالي 400 اغنية عاطفية واستعراضية ودينية من الاغاني الجميلة ومن هذه الاغاني الجميلة : بعد بيتنا ببيت كمان - داري العيون - تعب الهوى قلبى - عيد الميلاد - مال القمر ماله - تمللي في قلبي - جاني اللي بحبه - حبيبى وعنيه - ويلك ويلك - طير بينا ياقلبي - فاطمة وماريكا وراشيل - عقبال عندكم - فين الجمال - فين حبيبي - قاعد لواحدك ليه ياجميل - ليه عشم وياك يا جميل - من قلبي - ياولاد بلدنا يوم الخميس - إزاي وإمتي وفين - ذهب الليل - الآنسة ماما - ماما زمانها جاية - اللي يهواك - تعالي اقولك - يا جميل ياللي هنا - كلمني طمني " وغيرها من الاغانى الجميلة والرائعة ومن أشهرها دويتو اغنية " شحات الغرام " مع ليلى مراد من فيلم " ورد الغرام " عام 1951 م.
كما لحن للعديد من مطربي عصره أمثال " محمد عبد المطلب - ليلى مراد - نازك - هدى سلطان - نجاح سلام " وغيرهم الكثير.
حب " مـحـمـد فـوزي " لزملاءه من الفنانين كان تأكيد جميع من كانوا لهم صلة به ، فهو الفنان الذي يفسح المجال للمواهب الجديدة ، ولا يبخل على المطربات اللائي يقفن أمامه في السينما بألحان مميزة تزيدهن تألق ، والأكثر من ذلك أنه ضحى بحلمه في أن يُلحن لأم كلثوم لصالح الملحن الشاب آنذاك " بليغ حمدي " فبينما كانت ستجمع إحدى الأغاني بين أم كلثوم كمطربة و " مـحـمـد فـوزي " كملحن ، زار بليغ حمدي الفنان " مـحـمـد فـوزي " وانشغل عنه فوزي قليلا ليعود ويجد بليغ قد انتهى من تلحين الأغنية بصورة مبهرة، دون أن يعلم بليغ أنها أغنية أم كلثوم ، فما كان من " مـحـمـد فـوزي " سوى أن اتصل بأم كلثوم وقال لها إن لديه هدية عظيمة لها وهو ملحن شاب يُدعى بليغ حمدي ستغني مصر من ألحانه لسنوات طويلة مُقبلة.
ويعتبر الفنان المبدع " مـحـمـد فـوزي " هو أول من قدم أغنية فرانكو آراب ، حيث وضع لحن لأغنية " فطومة " و" يا مصطفى يا مصطفى" والتي حققت نجاح وانتشار واسعين عند تقديمها ، وغناها المطرب " بوب عزام " وتغنت بأكثر من لغة واحتلت المركز الأول كأفضل أغنية في فرنسا ، وظلت ضمن أفضل 20 أغنية لعدة شهور
ويحسب للفنان " مـحـمـد فـوزي " أنه أول من استخدم فن " أكابيلا " في أغنية عربية ، وهو فن استعراض سمعي لا بصري، يستغني عن المصاحبة الموسيقية بالآلات ويستعين بدلاً منها بالصوت البشري من كل الطبقات من السوبرانو إلى الباص وهو فن صعب أدائه ، " مـحـمـد فـوزي " فعل ذلك منذ حوالي 60 عاما ، حيث قدم عام 1956 أغنية " كلمنى طمنى " التى إعتمد فيها على فن الـ " أكابيلا " بشكل كامل ودون استخدام أى آلة موسيقية.
تـلحـيـن الـنـشيـد الـوطـنـي الـجـزائـري
وقد تبرع الموسيقار المصري " مـحـمـد فـوزي " بتلحين النشيد الوطني الجزائري علي نفقته الخاصة " هدية للشعب الجزائري" واقتنعت جبهة التحرير باللحن ، واعتبرته قوياً وفي مستوى النشيد.
وبعد حركة الضباط الاحرار في يوليو 1952 ، دخل " محمد فوزي " الإذاعة بقوة بأغانيه الوطنية كأغنية " بلدي أحببتك يا بلدي " والدينية مثل " يا تواب يا غفور " و " إلهي ما أعدلك " وأغاني الأطفال مثل " ماما زمانها جاية " و " ذهب الليل " والتي غنها في فيلم " معجزة السماء " عام 1956 م ، كذلك اشترك الفنان " مـحـمـد فـوزي " مع كل من " شادية وفاتن حمامة ومريم فخر الدين وليلي مراد وأمينة رزق وثريا حلمي وماجدة الصباحي وشكري سرحان وعماد حمدي " وغيرهم في رحلات قطار الرحمة التي أمر بتسييره الضباط الاحرار عام 1953 بين مديريات الوجه البحري والآخر القبلي " لدعم الجيش المصري وجمع المال من كل أرجاء مصر صعيدها وساحلها وواديها لإعادة تسليح الجيش واستعادة قوته وهيبته "
شـركـة مـصـرفـون
في عام 1958م استطاع الفنان " مـحـمـد فـوزي " تحقيق مشروع عمره وهو تأسيس شركة لانتاج الاسطوانات الفنية اسماها " مصر فون " وكانت صناعة وانتاج اسطوانات الموسيقى والغناء حكر للاجانب ، فاقتحم هو هذه الصناعة وجمع كل ما لديه من ممتلكات وثروة اسس بها الشركة ، وهو مبلغ ضخم آنذاك بلغ 300 ألف جنيه مصري ، وافتتح الشركة في 30 يوليو عام 1958 الدكتور " عزيز صدقي " وزير الصناعة الذي اشاد بالمشروع الذي يوفر العملة الصعبة ، حيث كانت هذة الشركة تعتبر ضربة قاصمة لشركات الإسطوانات الأجنبية التي كانت تبيع الإسطوانة بتسعين قرشاً ، بينما كانت شركة الفنان " مـحـمـد فـوزي " تبيعها بخمسة وثلاثين قرشاً ، وكانت تستوعب اغنيتين وتستخدم علي الوجهين وبجودة عالية يصعب كسرها ، بينما الاسطوانة المستوردة كانت تستوعب اغنية واحدة
حققت الشركة نجاحا كبيرا وبدأت بانتاج اغنيات ام كلثوم ونجاة ومحمد عبد الوهاب وغيرهم من المطربين ، ووضع " مـحـمـد فـوزي " نظام تعاقد محترما للفنان كانت الشركة الاجنبية تدفع مبلغا معينا للمطرب وتنتهي علاقته بعمله ، لكن " مـحـمـد فـوزي " اضاف انه من حق الفنان ان ينال نسبة معينة من ايرادات الاسطوانات وهكذا استفاد الفنان والجمهور، فضلا عن الصناعة والاقتصاد الوطني ، ويذكر له معاصروه ان علاقته كانت ودودة بالعمال في مصنع الأسطوانات وكانوا يقدرونه
وكانت الشركة هى الأولى فى نوعها من الشرق الأوسط تملك مصنعاً حديثاً لصناعة الاسطوانات والاستوديوهات فى مدينتى القاهرة والإسكندرية ، واستقدم " مـحـمـد فـوزي " لها الخبراء المتخصصين ليتعلم منهم المصريون أسرار الصناعة الجديدة وأصبحت اسطوانات أغانى المطربين والمطربات تسجل وتطبع فى مصر بعد أن كانوا يلجأون إلى اليونان وفرنسا وإيطاليا
صـاعـقـة الـتـأمـيـم
كان " مـحـمـد فـوزي " سعيدا بهذا النجاح وفي عام 1961 نزلت عليه الصاعقة ، فقد تم تأميم الشركة واستولت الدولة على الشركة وعلى المصنع ، وكانت هناك ظلم وقسوة في التعامل معه ، فقد حددوا له مكتبا صغيرا يجلس فيه بدلا من مكتبه ، وقدروا له راتبا معينا بعد ان كان ت الشركة كلها من ماله الخاص الذي كسبه نتيجة جهده وعرقة من مشواره الفني الناجح ، كل هذا وهو يتألم ، حتى امسك بروحه المرض
كيف يكون التأميم عقوبة لنجاح وطنى غير مسبوق أشاد به وزير الصناعة نفسه وهو يفتتح المشروع ؟! هذا المشروع الذى تبناه محمد فوزى وتحمس له نموذجاً عملياً غير مسبوق لتحقيق المعدلة الصعبة فهو من ناحية يخدم الفن وينصف الفنانين ، وهو من ناحية أخرى يقاوم الاحتكار الأجنبى ويضيف إلى الاقتصادى الوطنى ويبشر بالمزيد من التوسع
حـيـاتـه الـشـخـصـيـة
تزوج الفنان " مـحـمـد فـوزي " ثلاث مرات خلال حياته :
الاولي : تزوج عام 1943م بزوجته الأولى السيدة " هداية " وأنجب منها ( نبيل ـ سمير ـ منير ) وانفصل عنها عام 1952 م.
الثانية : تزوج عام 1952 بالفنانة " مديحة يسري " وأنجب منها عمرو عام 1955 م وأنفصل عنها عام 1959م.
الثالثة : تزوج عام 1960 بزوجته الثالثة " كريمة " وأنجب منها ابنته الصغرى إيمان عام 1961 وظلت معه حتى وفاته
وفـاتـه
بعد تأميم شركته الخاصة وتعينه موظف فيها بدأت بعدها متاعبه الصحية ومرضه الذي احتار أطباء العالم في تشخيصه وقرر السفر للعلاج بالخارج وبالفعل سافر إلى لندن في أوائل العام 1965م ثم عاد إلى مصر ولكنه سافر مرة أخرى إلى ألمانيا بعدها بشهرين إلا أن المستشفى الألماني أصدر بيانا قال فيه انه لم يتوصل إلى معرفة مرضه الحقيقي ولا كيفية علاجه وانه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض حيث وصل وزنة الي 36 كيلو " المرض هو تليف الغشاء البريتونى الخلفى " فيما بعد وأطلق على هذا المرض وقتها " مرض فوزى " هكذا سماه الدكتور الالمانى
وشعر " مـحـمـد فـوزي " أن نهايته اقتربت وأنه لم يعد هناك مكانا يسعه في الحياة أثناء تلقيه العلاج في ألمانيا فكتب رسالة أخيرة قبل وفاته بساعات قليلة، يعبر فيها عن شعوره في أيامه الأخير، وكانت رسالة الوداع.
نص الرسالة " منذ أكثر من سنة تقريبا وأنا أشكو من ألم حاد في جسمي لا أعرف سببه، بعض الأطباء يقولون إنه روماتيزم والبعض يقول إنه نتيجة عملية الحالب التي أجريت لي، كل هذا يحدث والألم يزداد شيئا فشيئا، وبدأ النوم يطير من عيني واحتار الأطباء في تشخيص هذا المرض، كل هذا وأنا أحاول إخفاء آلامي عن الأصدقاء إلى أن استبد بي المرض ولم أستطع القيام من الفراش وبدأ وزني ينقص، وفقدت فعلا حوالي 12 كيلو جراما، وانسدت نفسي عن الأكل حتى الحقن المسكنة التى كنت أُحْقَن بها لتخفيف الألم بدأ جسمى يأخذ عليها وأصبحت لا تؤثر فيّ، وبدأ الأهل والأصدقاء يشعروني بآلامي وضعفىي وأنا حاسس أني أذوب كالشمعة ".
وأضاف : " إن الموت علينا حق.. إذا لم نمت اليوم سنموت غدا، وأحمد الله أنني مؤمن بربي، فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها، فقد أديت واجبي نحو بلدي وكنت أتمنى أن أؤدي الكثير، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة والأعمار بيد الله، لن يطيبها الطب ولكني لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرا في حق نفسى وفي حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة.. تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السما من أجلي.. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتي لبلدي.. أخيرا تحياتي لأولادي وأسرتي ".
واختتم الرسالة : " لا أريد أن أُدفن اليوم ، أريد أن تكون جنازتي غدًا الساعة 11 صباحًا من ميدان التحرير، فأنا أريد أن أُدفن يوم الجمعة ".
المثير بحق أن ما شعر به " مـحـمـد فـوزي " كان صحيحًا إذ وافته المنيّة في اليوم نفسه الذي كتب فيه رسالته وهو الخميس 20 أكتوبر 1966، عن عمر ناهز الـ 48 عاما. ترك فوزي رصيدا هائلا من الأغاني الخالدة والأفلام التي تعد من علامات الموسيقى والغناء والسينما وتاريخا يجعلنا دائما نتذكره بما قدمه من تراث فني رائع.
يُعد الفنان المصري " مـحـمـد فـوزي " واحد من أشهر وأنجح المطربين والملحنين والممثلين والمنتجين المصريين في القرن العشرين وبرغم أنه عاش حياة فنية صاخبة إلا أنه توفى بمأساة حيرت معها أطباء العالم
ذكري ميلاد الفنان والمطرب المبدع " مـحـمـد فـوزي "
Mostafa Elsheikh originally shared:
تحل اليوم ذكري ميلاد المطرب والفنان والموسيقار العبقري والمبدع دائما " مـحـمـد فـوزي "
ولد محمد فوزي حبس عبد العال الحو، المعروف بالفنان " مـحـمـد فـوزي " يوم 15 أغسطس عام 1918 م في قرية كفر أبو جندي التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية ، وهو الابن الواحد والعشرون من أصل خمسة وعشرين ولداً وبنتاً ، منهم المطربة والفنانة " هدى سلطان "
نال " مـحـمـد فـوزي " الابتدائية من مدرسة طنطا عام 1931م ، ومال " مـحـمـد فـوزي " إلى الموسيقى والغناء منذ ان كان تلميذاً في مدرسة طنطا الابتدائية ، وكان قد تعلم أصول الموسيقى في ذلك الوقت على يدي أحد رجال المطافئ " محمد الخربتلي " وهو من أصدقاء والده وكان يصحبه للغناء في الموالد والليالي والأفراح.
تأثر " مـحـمـد فـوزي " بأغاني " سيد درويش و محمد عبد الوهاب و أم كلثوم " وصار يغني أغانيهما على الناس في حديقة المنتزه وفي احتفالات المدينة بمولد السيد البدوي.
بـدايـتـه الـفـنـيـة
حضر " مـحـمـد فـوزي " إلى القاهرة عام 1938م و إلتحق بعد نيله الشهادة الإعدادية بمعهد فؤاد الأول الموسيقي في القاهرة ، وبعد عامين على ذلك تخلى عن الدراسة ليعمل في ملهى الشقيقتين " رتيبة وإنصاف رشدي " قبل أن تغريه " بديعة مصابني " بالعمل في صالتها ، حيث تعرف هناك علي كل من الموسيقار " فريد الأطرش " والمطرب " محمد عبد المطلب " والملحن " محمود الشريف " وارتبط بصداقة متينة معهم ، واشترك معهم في تلحين الاسكتشات والاستعراضات وغنائها فساعدته فيما بعد في أعماله السينمائية.
تقدم " مـحـمـد فـوزي " وهو في العشرين من عمره إلى امتحان الإذاعة كمطرب وملحن أسوة بالموسيقار " فريد الأطرش " الذي سبقه إلى ذلك بعامين ، فرسب مطرباً ونجح ملحناً مثل محمود الشريف الذي سبقه إلى النجاح ملحناً.
وكان الغناء هاجس " مـحـمـد فـوزي " لذا قرر إحياء أعمال الموسيقار " سيد درويش " لينطلق منها إلى ألحانه التي هي مِلْء رأسه ، وقد سنحت له الفرصة عندما تعاقدت معه الفرقة المصرية للتمثيل والموسيقى ممثلاً مغنياً بديلاً من المطرب " إبراهيم حمودة " في مسرحية " شهرزاد " لسيد درويش ، ولكنه أخفق عند عرضه الأول على الرغم من إرشادات المخرج " زكي طليمات " ، وقيادة محمد حسن الشجاعي الموسيقية ، الأمر الذي أصابه بالإحباط ولاسيما أمام الجمهور الذي لم يرحمه
فتوارى زمناً إلى أن عرضت عليه الممثلة " فاطمة رشدي " التي كانت تميل إليه وتؤمن بموهبته ، العمـل في فرقتها ممثلاً وملحناً ومغنياً فقبل عرضها شاكراً
وفي عـام 1944 طلـبه " يوسف وهبي " ليمثـل دوراً صغيراً في فيلم " سيف الجلاد " يغني فيه من ألحانه أغنيتين ، واشترط عليه أن يكتفي من اسمه " محمد فوزي حبس عبد العال الحو " ليكون إسمه " مـحـمـد فـوزي " فقط ، فوافق من دون تردد.
شاهد المخرج " محمد كريم " فيلم " سيف الجلاد " وكان يبحث عن وجه جديد لـيـسـند إليه دور البطولة في فيلم " أصحاب السعادة " عام 1946 أمام الفنان الكبير " سليمان نجيب " والمطربة " رجاء عبده " فوجد ضالته في " محمد فوزي " واشترط عليه أن يجري جراحة تجميلية لشفـته العليا المفـلطحة قليلا ، فخضع " مـحـمـد فـوزي " لطلبه ، واكتشف بعدئذ أن المخرج " محمد كريم " كان على حق في هذا الأمر ، وكان نجاحه في فيلم " أصحاب السعادة " نجاحا كبيراً غير متوقع ، وساعده هذا النجاح على تأسيس شركته السينمائية التي حملت اسم أفلام محمد فوزي في عام 1947.
وخلال فترة قصيرة مدتها ثلاث سنوات استطاع " مـحـمـد فـوزي " التربع على عرش السينما الغنائية والاستعراضية طيلة الأربعينيات والخمسينيات ، ودأبت الإذاعة المصرية التي رفضته مطربا ، على إذاعة أغانيه السينمائية من دون أن تفكر بالتعاقد معه
وتوالت الاعمال السينمائية علي الفنان المبدع " مـحـمـد فـوزي " ومن أبرز الافلام التي قدمها ما يلي :" مجد ودموع - بنت حظ - حب وجنون - فاطمة و ماريكا و راشيل - الأنسة ماما - ورد الغرام - الحب في خطر - نهاية قصة - شحات الغرام - يا حلاوة الحب - معجزة السماء - ليلى بنت الشاطئ " و غيرها من الأفلام الناجحة حتي بلغ رصيده السينمائي 36 فيلما
وبلغ رصيد " مـحـمـد فـوزي " الغنائي حوالي 400 اغنية عاطفية واستعراضية ودينية من الاغاني الجميلة ومن هذه الاغاني الجميلة : بعد بيتنا ببيت كمان - داري العيون - تعب الهوى قلبى - عيد الميلاد - مال القمر ماله - تمللي في قلبي - جاني اللي بحبه - حبيبى وعنيه - ويلك ويلك - طير بينا ياقلبي - فاطمة وماريكا وراشيل - عقبال عندكم - فين الجمال - فين حبيبي - قاعد لواحدك ليه ياجميل - ليه عشم وياك يا جميل - من قلبي - ياولاد بلدنا يوم الخميس - إزاي وإمتي وفين - ذهب الليل - الآنسة ماما - ماما زمانها جاية - اللي يهواك - تعالي اقولك - يا جميل ياللي هنا - كلمني طمني " وغيرها من الاغانى الجميلة والرائعة ومن أشهرها دويتو اغنية " شحات الغرام " مع ليلى مراد من فيلم " ورد الغرام " عام 1951 م.
كما لحن للعديد من مطربي عصره أمثال " محمد عبد المطلب - ليلى مراد - نازك - هدى سلطان - نجاح سلام " وغيرهم الكثير.
حب " مـحـمـد فـوزي " لزملاءه من الفنانين كان تأكيد جميع من كانوا لهم صلة به ، فهو الفنان الذي يفسح المجال للمواهب الجديدة ، ولا يبخل على المطربات اللائي يقفن أمامه في السينما بألحان مميزة تزيدهن تألق ، والأكثر من ذلك أنه ضحى بحلمه في أن يُلحن لأم كلثوم لصالح الملحن الشاب آنذاك " بليغ حمدي " فبينما كانت ستجمع إحدى الأغاني بين أم كلثوم كمطربة و " مـحـمـد فـوزي " كملحن ، زار بليغ حمدي الفنان " مـحـمـد فـوزي " وانشغل عنه فوزي قليلا ليعود ويجد بليغ قد انتهى من تلحين الأغنية بصورة مبهرة، دون أن يعلم بليغ أنها أغنية أم كلثوم ، فما كان من " مـحـمـد فـوزي " سوى أن اتصل بأم كلثوم وقال لها إن لديه هدية عظيمة لها وهو ملحن شاب يُدعى بليغ حمدي ستغني مصر من ألحانه لسنوات طويلة مُقبلة.
ويعتبر الفنان المبدع " مـحـمـد فـوزي " هو أول من قدم أغنية فرانكو آراب ، حيث وضع لحن لأغنية " فطومة " و" يا مصطفى يا مصطفى" والتي حققت نجاح وانتشار واسعين عند تقديمها ، وغناها المطرب " بوب عزام " وتغنت بأكثر من لغة واحتلت المركز الأول كأفضل أغنية في فرنسا ، وظلت ضمن أفضل 20 أغنية لعدة شهور
ويحسب للفنان " مـحـمـد فـوزي " أنه أول من استخدم فن " أكابيلا " في أغنية عربية ، وهو فن استعراض سمعي لا بصري، يستغني عن المصاحبة الموسيقية بالآلات ويستعين بدلاً منها بالصوت البشري من كل الطبقات من السوبرانو إلى الباص وهو فن صعب أدائه ، " مـحـمـد فـوزي " فعل ذلك منذ حوالي 60 عاما ، حيث قدم عام 1956 أغنية " كلمنى طمنى " التى إعتمد فيها على فن الـ " أكابيلا " بشكل كامل ودون استخدام أى آلة موسيقية.
تـلحـيـن الـنـشيـد الـوطـنـي الـجـزائـري
وقد تبرع الموسيقار المصري " مـحـمـد فـوزي " بتلحين النشيد الوطني الجزائري علي نفقته الخاصة " هدية للشعب الجزائري" واقتنعت جبهة التحرير باللحن ، واعتبرته قوياً وفي مستوى النشيد.
وبعد حركة الضباط الاحرار في يوليو 1952 ، دخل " محمد فوزي " الإذاعة بقوة بأغانيه الوطنية كأغنية " بلدي أحببتك يا بلدي " والدينية مثل " يا تواب يا غفور " و " إلهي ما أعدلك " وأغاني الأطفال مثل " ماما زمانها جاية " و " ذهب الليل " والتي غنها في فيلم " معجزة السماء " عام 1956 م ، كذلك اشترك الفنان " مـحـمـد فـوزي " مع كل من " شادية وفاتن حمامة ومريم فخر الدين وليلي مراد وأمينة رزق وثريا حلمي وماجدة الصباحي وشكري سرحان وعماد حمدي " وغيرهم في رحلات قطار الرحمة التي أمر بتسييره الضباط الاحرار عام 1953 بين مديريات الوجه البحري والآخر القبلي " لدعم الجيش المصري وجمع المال من كل أرجاء مصر صعيدها وساحلها وواديها لإعادة تسليح الجيش واستعادة قوته وهيبته "
شـركـة مـصـرفـون
في عام 1958م استطاع الفنان " مـحـمـد فـوزي " تحقيق مشروع عمره وهو تأسيس شركة لانتاج الاسطوانات الفنية اسماها " مصر فون " وكانت صناعة وانتاج اسطوانات الموسيقى والغناء حكر للاجانب ، فاقتحم هو هذه الصناعة وجمع كل ما لديه من ممتلكات وثروة اسس بها الشركة ، وهو مبلغ ضخم آنذاك بلغ 300 ألف جنيه مصري ، وافتتح الشركة في 30 يوليو عام 1958 الدكتور " عزيز صدقي " وزير الصناعة الذي اشاد بالمشروع الذي يوفر العملة الصعبة ، حيث كانت هذة الشركة تعتبر ضربة قاصمة لشركات الإسطوانات الأجنبية التي كانت تبيع الإسطوانة بتسعين قرشاً ، بينما كانت شركة الفنان " مـحـمـد فـوزي " تبيعها بخمسة وثلاثين قرشاً ، وكانت تستوعب اغنيتين وتستخدم علي الوجهين وبجودة عالية يصعب كسرها ، بينما الاسطوانة المستوردة كانت تستوعب اغنية واحدة
حققت الشركة نجاحا كبيرا وبدأت بانتاج اغنيات ام كلثوم ونجاة ومحمد عبد الوهاب وغيرهم من المطربين ، ووضع " مـحـمـد فـوزي " نظام تعاقد محترما للفنان كانت الشركة الاجنبية تدفع مبلغا معينا للمطرب وتنتهي علاقته بعمله ، لكن " مـحـمـد فـوزي " اضاف انه من حق الفنان ان ينال نسبة معينة من ايرادات الاسطوانات وهكذا استفاد الفنان والجمهور، فضلا عن الصناعة والاقتصاد الوطني ، ويذكر له معاصروه ان علاقته كانت ودودة بالعمال في مصنع الأسطوانات وكانوا يقدرونه
وكانت الشركة هى الأولى فى نوعها من الشرق الأوسط تملك مصنعاً حديثاً لصناعة الاسطوانات والاستوديوهات فى مدينتى القاهرة والإسكندرية ، واستقدم " مـحـمـد فـوزي " لها الخبراء المتخصصين ليتعلم منهم المصريون أسرار الصناعة الجديدة وأصبحت اسطوانات أغانى المطربين والمطربات تسجل وتطبع فى مصر بعد أن كانوا يلجأون إلى اليونان وفرنسا وإيطاليا
صـاعـقـة الـتـأمـيـم
كان " مـحـمـد فـوزي " سعيدا بهذا النجاح وفي عام 1961 نزلت عليه الصاعقة ، فقد تم تأميم الشركة واستولت الدولة على الشركة وعلى المصنع ، وكانت هناك ظلم وقسوة في التعامل معه ، فقد حددوا له مكتبا صغيرا يجلس فيه بدلا من مكتبه ، وقدروا له راتبا معينا بعد ان كان ت الشركة كلها من ماله الخاص الذي كسبه نتيجة جهده وعرقة من مشواره الفني الناجح ، كل هذا وهو يتألم ، حتى امسك بروحه المرض
كيف يكون التأميم عقوبة لنجاح وطنى غير مسبوق أشاد به وزير الصناعة نفسه وهو يفتتح المشروع ؟! هذا المشروع الذى تبناه محمد فوزى وتحمس له نموذجاً عملياً غير مسبوق لتحقيق المعدلة الصعبة فهو من ناحية يخدم الفن وينصف الفنانين ، وهو من ناحية أخرى يقاوم الاحتكار الأجنبى ويضيف إلى الاقتصادى الوطنى ويبشر بالمزيد من التوسع
حـيـاتـه الـشـخـصـيـة
تزوج الفنان " مـحـمـد فـوزي " ثلاث مرات خلال حياته :
الاولي : تزوج عام 1943م بزوجته الأولى السيدة " هداية " وأنجب منها ( نبيل ـ سمير ـ منير ) وانفصل عنها عام 1952 م.
الثانية : تزوج عام 1952 بالفنانة " مديحة يسري " وأنجب منها عمرو عام 1955 م وأنفصل عنها عام 1959م.
الثالثة : تزوج عام 1960 بزوجته الثالثة " كريمة " وأنجب منها ابنته الصغرى إيمان عام 1961 وظلت معه حتى وفاته
وفـاتـه
بعد تأميم شركته الخاصة وتعينه موظف فيها بدأت بعدها متاعبه الصحية ومرضه الذي احتار أطباء العالم في تشخيصه وقرر السفر للعلاج بالخارج وبالفعل سافر إلى لندن في أوائل العام 1965م ثم عاد إلى مصر ولكنه سافر مرة أخرى إلى ألمانيا بعدها بشهرين إلا أن المستشفى الألماني أصدر بيانا قال فيه انه لم يتوصل إلى معرفة مرضه الحقيقي ولا كيفية علاجه وانه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذا المرض حيث وصل وزنة الي 36 كيلو " المرض هو تليف الغشاء البريتونى الخلفى " فيما بعد وأطلق على هذا المرض وقتها " مرض فوزى " هكذا سماه الدكتور الالمانى
وشعر " مـحـمـد فـوزي " أن نهايته اقتربت وأنه لم يعد هناك مكانا يسعه في الحياة أثناء تلقيه العلاج في ألمانيا فكتب رسالة أخيرة قبل وفاته بساعات قليلة، يعبر فيها عن شعوره في أيامه الأخير، وكانت رسالة الوداع.
نص الرسالة " منذ أكثر من سنة تقريبا وأنا أشكو من ألم حاد في جسمي لا أعرف سببه، بعض الأطباء يقولون إنه روماتيزم والبعض يقول إنه نتيجة عملية الحالب التي أجريت لي، كل هذا يحدث والألم يزداد شيئا فشيئا، وبدأ النوم يطير من عيني واحتار الأطباء في تشخيص هذا المرض، كل هذا وأنا أحاول إخفاء آلامي عن الأصدقاء إلى أن استبد بي المرض ولم أستطع القيام من الفراش وبدأ وزني ينقص، وفقدت فعلا حوالي 12 كيلو جراما، وانسدت نفسي عن الأكل حتى الحقن المسكنة التى كنت أُحْقَن بها لتخفيف الألم بدأ جسمى يأخذ عليها وأصبحت لا تؤثر فيّ، وبدأ الأهل والأصدقاء يشعروني بآلامي وضعفىي وأنا حاسس أني أذوب كالشمعة ".
وأضاف : " إن الموت علينا حق.. إذا لم نمت اليوم سنموت غدا، وأحمد الله أنني مؤمن بربي، فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الآلام التي أعانيها، فقد أديت واجبي نحو بلدي وكنت أتمنى أن أؤدي الكثير، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة والأعمار بيد الله، لن يطيبها الطب ولكني لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرا في حق نفسى وفي حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة.. تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السما من أجلي.. تحياتي لكل طفل أسعدته ألحاني.. تحياتي لبلدي.. أخيرا تحياتي لأولادي وأسرتي ".
واختتم الرسالة : " لا أريد أن أُدفن اليوم ، أريد أن تكون جنازتي غدًا الساعة 11 صباحًا من ميدان التحرير، فأنا أريد أن أُدفن يوم الجمعة ".
المثير بحق أن ما شعر به " مـحـمـد فـوزي " كان صحيحًا إذ وافته المنيّة في اليوم نفسه الذي كتب فيه رسالته وهو الخميس 20 أكتوبر 1966، عن عمر ناهز الـ 48 عاما. ترك فوزي رصيدا هائلا من الأغاني الخالدة والأفلام التي تعد من علامات الموسيقى والغناء والسينما وتاريخا يجعلنا دائما نتذكره بما قدمه من تراث فني رائع.
يُعد الفنان المصري " مـحـمـد فـوزي " واحد من أشهر وأنجح المطربين والملحنين والممثلين والمنتجين المصريين في القرن العشرين وبرغم أنه عاش حياة فنية صاخبة إلا أنه توفى بمأساة حيرت معها أطباء العالم
تعليقات: 0
إرسال تعليق