#شخصيات_تاريخية
ذكري ميلاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
Mostafa Elsheikh originally shared:
تحل اليوم ذكري ميلاد الرئيس الراحل " جـمـال عـبـد الـنـاصـر "
ولد " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " في 15 يناير 1918م في منزل والده في حي باكوس بالإسكندرية وكان " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " أول أبناء والديه وكان والداه قد تزوجا في سنة 1917 م وأنجبا ولدين من بعده وهما " عز العرب والليثي " والاسرة من أصول صعيدية من قرية بني مر في محافظة أسيوط .
إلتحق " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبة في الفترة ما بين عامي 1923 : 1924 ، وفي سنة 1925 دخل " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة وأقام عند عمه " خليل حسين " لمدة ثلاث سنوات وكان " جمال " يسافر لزيارة أسرته بالإسكندرية فقط أثناء العطلات الدراسية.
إلتحق " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بالقسم الداخلي في مدرسة حلوان الثانوية وقضى بها عاما واحدا ثم نقل في العام التالي 1930 إلى مدرسة رأس التين بالإسكندرية بعد أن انتقل والده للعمل في الخدمة البريدية هناك وقد بدأ نشاطه السياسي حينها ، فقد رأى مظاهرة في ميدان المنشية بالإسكندرية وانضم إليها دون أن يعلم مطالبها وقد علم بعد ذلك أن هذا الاحتجاج كان من تنظيم جمعية مصر الفتاة وكان هذا الاحتجاج يندد بالاستعمار الإنجليزي في مصر وذلك في أعقاب قرار من رئيس الوزراء حينئذ " إسماعيل صدقي " بإلغاء دستور 1923 وألقي القبض على " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " واحتجز لمدة ليلة واحدة قبل أن يخرجه والده.
نما نشاط " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " السياسي أكثر طوال سنوات مدرسته ، حيث أنه لم يحضر سوى 45 يوما أثناء سنته الأخيرة في المدرسة الثانوية ، إستأنف " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " دراسته في مدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة حيث حصل على شهادة التخرج في وقت لاحق من ذلك العام.
وفي سنة 1937 تقدم " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " إلى الكلية الحربية لتدريب ضباط الجيش ولكن الشرطة سجلت مشاركته في احتجاجات مناهضة للحكومة فمنع من دخول الكلية فالتحق بكلية الحقوق في جامعة الملك فؤاد " جامعة القاهرة حاليا " لكنه استقال بعد فصل دراسي واحد وأعاد تقديم طلب الانضمام إلى الكلية العسكرية واستطاع " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " مقابلة وزير الحربية " إبراهيم خيرى باشا " وطلب مساعدته فوافق على انضمامه للكلية العسكرية في مارس 1937 ، ركز " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " على حياته العسكرية منذ ذلك الحين وأصبح يتصل بعائلته قليلا.
وفي الكلية التقى بــ " عبد الحكيم عامر" و " أنور السادات " وكلاهما أصبحوا مساعدين هامين له خلال فترة رئاسته ، وتخرج من الكلية العسكرية في شهر يوليو 1937 ، تم ترقية " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " إلى رتبة ملازم ثاني في سلاح المشاة و في سنة 1941 طلب عبد الناصر النقل إلى السودان وهناك قابل " عبد الحكيم عامر " وكانت السودان حينها جزءا من مصر وعاد " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " من السودان في سبتمبر 1942 ثم حصل على وظيفة مدرب في الأكاديمية العسكرية الملكية بالقاهرة شهر مايو 1943
حـيـاتـه الشـخـصـيـة
تزوج " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " عام 1944 من السيدة " تحية كاظم " البالغة من العمر 22 عاما ، ولدت لأب إيراني ثري وأم مصرية ، وكلاهما توفيا عندما كانت صغيرة ، تعرفت على " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " من خلال شقيقها " عبد الحميد كاظم " وهو صديق لـ " جـمـال عـبـد الـنـاصـر ".
وبعد زفافهما انتقل الزوجان إلى منزل في منشية البكري ، وهي ضاحية من ضواحي القاهرة حيث عاشوا لبقية حياتهم ، وأنجبوا ابنتان وثلاثة أبناء هما : البنات " هدى ــ منى " والاولاد " خالد ــ عبد الحميد ــ عبد الحكيم ".
حـركـة الـضـبـاط الاحـرار
بعد سنة 1949 قام " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بتنظيم " اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار" وتألفت من أربعة عشر رجلا من مختلف الخلفيات السياسية والإجتماعية ، بما في ذلك ممثلين عن الشباب المصريين والإخوان المسلمين والحزب الشيوعي المصري والطبقة الأرستقراطية و انتخب ناصر رئيسا للجنة بالإجماع ، كان الضباط الأحرار يقولون أن نيتهم ليست تثبيت أنفسهم في الحكومة وإنما إعادة إنشاء دولة ديمقراطية برلمانية ، انطلقت حركة الضباط الاحرار يوم 22 يوليو وأعلن نجاحها في اليوم التالي استولى الضباط الأحرار على جميع المباني الحكومية والمحطات الإذاعية ومراكز الشرطة وكذلك مقر قيادة الجيش في القاهرة وكان العديد من الضباط المتمردين يقودون وحداتهم وافق " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " على نفي الملك الفاروق ثم تطورت الاحداث وتم إلغاء النظام الملكي يوم 18 يونيو سنة 1953، وأعلن قيام الجمهورية في مصر، وكان اللواء " محمد نجيب " أول رئيس لها
في يناير 1953 حظر ناصر جميع الأحزاب السياسية وخلق نظام الحزب الواحد تحت مسمي " هيئة التحرير " وتم حل البرلمان و سيطر " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " على منصب وزير الداخلية بعزل الوزير " سليمان حافظ " الموالي لـ " محمد نجيب " وكان نجيب مؤيد لرأي عودة الجيش لمهامة الرئيسية وقيام الحياة الديمقراطية ، ولكن الكثير من الضباط الاحرار كانوا يرفضون ذلك فقاموا بعزل " محمد نجيب " في 26 فبراير ، وقاموا بوضع " محمد نجيب " تحت الإقامة الجبرية في منزله وعين مجلس قيادة الثورة " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " قائدا لمجلس قيادة الثورة ورئيسا لمجلس الوزراء على أن يبقى منصب رئيس الجمهورية شاغرا ثم تمرد على الفور ضباط الجيش وطالبوا بإعادة نجيب وحل مجلس قيادة الثورة ولكن في 27 فبراير أطلق أنصار " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " في الجيش غارة على القيادة العامة العسكرية ، وقاموا بإنهاء التمرد وفي يوم 5 مارس ، قامت قوات الأمن التابعة لـ " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بالقبض على الآلاف من المشاركين في المظاهرات الداعية لعودة " محمد نجيب " وبين أبريل ويونيو تم اعتقال وفصل مئات من مؤيدي " محمد نجيب " في الجيش
وفي يناير 1956 تمت صياغة الدستور الجديد لمصر الذي تضمن إنشاء نظام الحزب الواحد في إطار " الاتحاد الوطني " تم ترشيح " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " لمنصب رئاسة الجمهورية ، وطرح الدستور الجديد للاستفتاء العام يوم 23 يونيو وحاز كلاهما على الموافقة بأغلبية ساحقة
تـأمـيـم قـنـاة الـسـويـس والـعـدوان الـثـلاثـي
في 26 يوليو 1956، قدم " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " خطابا في الإسكندرية أعلن فيه تأميم شركة قناة السويس كوسيلة لتمويل مشروع سد أسوان في ضوء انسحاب القوات البريطانية الأمريكية.
ووسط حديثه ندد " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بالإمبريالية البريطانية في مصر والسيطرة البريطانية على أرباح شركة القناة، وتمسك بحق الشعب المصري في السيادة على الممر المائي ، خاصة وأن 120,000 مصري قد مات في سبيل إنشائه وكان في استقبال إعلان تأميم القناة تأييد واسع من قبل الجمهور في مصر ، وفي جميع أنحاء الوطن العربي ، نزل الآلاف إلى الشوارع مرددين هتافات داعمة لهذا القرار
رأت فرنسا والمملكة المتحدة وهما أكبر دولتين مساهمَتيْنِ في شركة قناة السويس ، أن تأميم قناة السويس عمل عدائي من قبل الحكومة المصرية ، كان " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " يدرك أن تأميم القناة سوف يحدث أزمة دولية واعتقد أن احتمال التدخل العسكري من قبل الدولتين " فرنسا والمملكة المتحدة " وقال أنه يعتقد مع ذلك ، أن المملكة المتحدة لن تكون قادرة على التدخل عسكريا لمدة شهرين على الأقل بعد الإعلان ، ووصف التدخل الإسرائيلي بأنه " مستحيل ".
في أوائل أكتوبر اجتمع مجلس أمن الأمم المتحدة بشأن مسألة تأميم القناة واتخذ قرارا بالاعتراف بحق مصر في السيطرة على القناة طالما أنها استمرت في السماح بمرور السفن الأجنبية من القناة ، بعد وقت قصير عقدت المملكة المتحدة وفرنسا وإسرائيل اتفاقا سريا للإستيلاء على قناة السويس واحتلال أجزاء من مصر
وفي 29 أكتوبر 1956 م عبرت القوات الإسرائيلية شبه جزيرة سيناء وسرعان ما تقدمت إلى أهدافها بعد ذلك بيومين قصفت الطائرات البريطانية والفرنسية المطارات المصرية في منطقة القناة.
أمر " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " القيادات العسكرية بسحب الجيش المصري من سيناء لتعزيز دفاعات القناة ، وعلاوة على ذلك فقد تخوف " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " من إرسال سلاح المدرعات لمواجهة القوة الغازية الإسرائيلية والبريطانية والفرنسية التي هبطت في وقت لاحق على مدينة بورسعيد حيث أنه تخوف من تدميرها من قبل قوات الدول الثلاث مجتمعة.
وعلى الرغم من الأمر بانسحاب القوات المصرية من سيناء فقد قتل نحو 2000 جندي مصري خلال الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية وتم القبض على 5000 جندي مصري تقريبا من قبل الجيش الإسرائيلي.
وعلى الرغم من السهولة النسبية التي تم بها احتلال سيناء لم يلحق بهيبة " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " في الداخل وبين العرب أي أذى لتعويض الأداء الضعيف للجيش المصري ، أمر " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بتوزيع حوالي 400000 بندقية على المتطوعين المدنيين ومئات من الميليشيات التي تشكلت في جميع أنحاء مصر والتي قادها الكثير من المعارضين السياسيين " جـمـال عـبـد الـنـاصـر "
أرسلت كتيبة المشاة الثالثة والمئات من عناصر الحرس الوطني إلى بورسعيد لتعزيز الدفاعات المصرية هناك ، سافر " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " إلى منطقة القناة لرفع الروح المعنوية للمتطوعين المسلحين.
زادت الميليشيات المحلية من مقاومتها وقوة دفاعاتها وقد أدت مقاومتها الشديدة إلى القتال من شارع إلى شارع ، وكان قائد الجيش المصري في المدينة يستعد لطلب شروط لوقف إطلاق النار ولكن " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " نهاه عن ذلك.
تمكنت القوات البريطانية والفرنسية من الاستيلاء على معظم أجزاء المدينة في 7 نوفمبر وقتل من 750 إلى 1000 مصري في معركة بورسعيد.
أدانت إدارة أيزنهاور الأمريكية الغزو الثلاثي ودعمت قرارات الأمم المتحدة المطالبة بسحب قوات الدول الثلاثة الغازية ، أثنى " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " على إدارة " أيزنهاور " مشيرا إلى أنه لعب أكبر الأدوار وأكثرها حسما في وقف العدوان الثلاثي .
وبحلول نهاية شهر ديسمبر انسحبت القوات البريطانية والفرنسية تماما من الأراضي المصرية في حين أنهت إسرائيل انسحابها في مارس 1957 وأطلقت سراح جميع أسرى الحرب المصريين.
ونتيجة لأزمة السويس أصدر " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " مجموعة من اللوائح فرضت شروطا صارمة للحصول على الإقامة والمواطنة والتي أثرت في أغلبها على المواطنين اليهود " المصريين والأجانب على حد سواء " وطرد الآلاف منهم أو أجبروا على مغادرة البلاد.
وفي يوم 8 أبريل أعيد فتح القناة وتم تعزيز الموقف السياسي لـ " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بشكل كبير بسبب فشل الغزو
الـعـروبـة والاشـتـراكـيـة
اعتبر المواطن العربي " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " زعيمه بلا منازع ويعود الفضل في ذلك إلى " كاريزما " عبد الناصر ، والتي عززها انتصاره في أزمة السويس واتخاذه من القاهرة مقرا لإذاعة صوت العرب ، التي نشرت أفكار " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " في جميع أنحاء العالم الناطقة باللغة العربية كما تمتع " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بدعم من المنظمات القومية العربية ، في جميع أنحاء المنطقة ، وكان العديد من أتباعه يمولونه تمويلا جيدا ولكنهم افتقروا إلى أي هيكل أو تنظيم دائم ، دعوا أنفسهم " الناصريين " .
تدهورت العلاقات بين " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " والملك " حسين " في أبريل عندما اتهم حسين " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بالتورط في دعم محاولتي الانقلاب ضده ، التى قادها علي أبو نوار ورفاقه على الرغم من أن " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " لم يشترك فيهما ، وحل حسين حكومة النابلسي ، وانتقد " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " في وقت لاحق الملك " حسين " على راديو القاهرة ، واصفا إياه بأنه " أداة للامبريالية ".
وأصبحت علاقات " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " مع الملك " سعود " عدائية أيضا حيث بدأ هذا الأخير في الخوف من أن زيادة شعبية " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " في المملكة العربية السعودية أصبح تهديدا حقيقيا لبقاء العائلة المالكة ، وعلى الرغم من معارضة حكومات الأردن والمملكة العربية السعودية والعراق ولبنان له فقد حافظ " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " على مكانته بين المصريين ومواطني البلدان العربية الأخرى.
وبحلول نهاية سنة 1957م أمم " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " كل ما تبقى من الشركات البريطانية والفرنسية في مصر بما في ذلك مصانع التبغ والإسمنت والأدوية ، والفوسفات ، بينما لم تسفر جهود " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " لتقديم حوافز ضريبية وجذب الاستثمارات الخارجية عن نتائج ملموسة ، أمم " ناصر " المزيد من الشركات وجعلها جزءا من منظمة التنمية الاقتصادية كان ثلثا الاقتصاد لا يزال في أيدي القطاع الخاص حينها
حقق هذا المجهود قدرا من النجاح مع زيادة الإنتاج الزراعي والاستثمار في التصنيع بدأ ناصر إنشاء مصانع الصلب بحلوان والتي أصبحت فيما بعد أكبر المشاريع في مصر ووفرت عشرات الآلاف من فرص العمل.
قرر " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " أيضا التعاون مع الاتحاد السوفيتي في بناء سد أسوان كبديل للولايات المتحدة التي سحبت تمويلها للمشروع
الجـمـهـوريـة الـعـربـيـة الـمـتـحـدة " مـصـر وسـوريـا "
تم في اليوم 22 فبراير 1958 بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيس المصري " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " والرئيس السورى " شكرى القوتلى " واختير الرئيس " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " رئيساً والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة ، وفى عام 1960 تم توحيد برلمانى البلدين فى مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة فى القاهرة أيضاً ، وقد أنهيت الوحدة بانقلاب عسكرى فى دمشق يوم 28 سبتمبر 1961 ، وأعلنت سوريا " الجمهورية العربية السورية " بينما احتفظت مصر باسم " الجمهورية العربية المتحدة " حتى عام 1971 عندما سميت باسمها الحالى جمهورية مصر العربية.
وكان من أهم أسباب الانفصال قيام " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بتأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات الصناعية الكبرى ونزوح الكثير من العمال المصريين إلى مدن الإقليم الشمالى ، واختلال توازن قوى العمل ، وتأثير الوحدة على التعددية السياسية فى سوريا أدعت قوى الانفصال أن المصريين عمدوا إلى تسريح أفضل الضباط السوريين من الجيش ليحكموا السيطرة على البلاد ويعزلوا القوى السورية عن المناصب الحساسة.
حـرب 1967 " الـنـكـسـة "
في أوائل سنة 1967 حذر الاتحاد السوفيتي " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " من هجوم إسرائيلي وشيك على سوريا على الرغم من أن رئيس هيئة الأركان " محمد فوزي " وصف ذلك التحذير بأنه لا أساس له من الصحة وفي صباح يوم 5 يونيو ضرب سلاح الجو الإسرائيلي القواعد الجوية المصرية ودمر جزءا كبيرا من القوات الجوية المصرية قبل انتهاء اليوم الأول من الحرب كانت وحدات مدرعة إسرائيلية قد اخترقت خطوط الدفاع المصرية واستولت على مدينة العريش وفي اليوم التالي تم الامر بالانسحاب لقوات الجيش المصري مما تسبب في سقوط غالبية الضحايا المصريين خلال الحرب استولت إسرائيل بسهولة على سيناء وقطاع غزة من مصر والضفة الغربية من الأردن وهضبة الجولان من سوريا وبالرغم من ذلك كان العرب مصدقين لادعاءات محطة الإذاعة العربية بأن الانتصار العربي وشيك وفي يوم 9 يونيو أعلن " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " على شاشات التلفزيون للمواطنين في مصر هزيمة بلادهم وأعلن استقالته على التلفزيون في وقت لاحق من ذلك اليوم وتنازل عن السلطات الرئاسية إلى نائبه آنذاك " زكريا محيي الدين " وقد رفض هذا مئات الآلاف من المتعاطفين مع " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " تدفقوا إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء مصر وجميع أنحاء الوطن العربي رفضا لاستقالته و تراجع عن قراره في اليوم التالي
عين " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " يوم 11 يوليو " محمد فوزي " كقائد عام للقوات المسلحة بديلا عن " عبد الحكيم عامر " حدثت احتجاجات من الموالين لـ " عبد الحكيم عامر " في الجيش 600 منهم ساروا إلى مقر قيادة الجيش وطالبوا بإعادة " عبد الحكيم عامر " كان رد " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " هو إقالة ثلاثين من الموالين لـ " عبد الحكيم عامر " في الجيش و عين " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " نفسه رئيسا للوزراء وقائدا أعلى للقوات المسلحة في 19 يونيو 1967 كمنصبين إضافيين ، وفي يوم 13 سبتمبر 1967 تم الاعلان عن انتحار " عبد الحكيم عامر " في ظروف غامضة شكك فيها الكثيرين عن كيفية موته
وفي يناير 1968 بدأ " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " حرب الاستنزاف لاستعادة الاراضي التي احتلتها إسرائيل أمر بشن هجمات ضد مواقع إسرائيلية شرق قناة السويس ثم حاصر القناة وفي مارس عرض ناصر مساعدة حركة فتح بالأسلحة والأموال بعد أدائهم ضد القوات الإسرائيلية في معركة الكرامة في ذلك الشهر كما نصح عرفات بالتفكير في السلام مع إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة
وفـاتـه
بعد انتهاء القمة العربية يوم 28 سبتمبر 1970 عانى " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " من نوبة قلبية حسب ما تم ذكره وقتها ، ونقل على الفور إلى منزله حيث فحصه الأطباء وتوفي " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بعد عدة ساعات حوالي الساعة السادسة مساء ، وبعد الإعلان عن وفاة " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " عمت حالة من الصدمة في مصر والوطن العربي حضر جنازة " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " في القاهرة حوالي خمسة إلى سبعة ملايين مشيع وكان رد الفعل العربي عامة هو الحداد وتدفق الآلاف من الناس في شوارع المدن الرئيسية في جميع أنحاء الوطن العربي
ذكري ميلاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
Mostafa Elsheikh originally shared:
تحل اليوم ذكري ميلاد الرئيس الراحل " جـمـال عـبـد الـنـاصـر "
ولد " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " في 15 يناير 1918م في منزل والده في حي باكوس بالإسكندرية وكان " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " أول أبناء والديه وكان والداه قد تزوجا في سنة 1917 م وأنجبا ولدين من بعده وهما " عز العرب والليثي " والاسرة من أصول صعيدية من قرية بني مر في محافظة أسيوط .
إلتحق " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبة في الفترة ما بين عامي 1923 : 1924 ، وفي سنة 1925 دخل " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " مدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة وأقام عند عمه " خليل حسين " لمدة ثلاث سنوات وكان " جمال " يسافر لزيارة أسرته بالإسكندرية فقط أثناء العطلات الدراسية.
إلتحق " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بالقسم الداخلي في مدرسة حلوان الثانوية وقضى بها عاما واحدا ثم نقل في العام التالي 1930 إلى مدرسة رأس التين بالإسكندرية بعد أن انتقل والده للعمل في الخدمة البريدية هناك وقد بدأ نشاطه السياسي حينها ، فقد رأى مظاهرة في ميدان المنشية بالإسكندرية وانضم إليها دون أن يعلم مطالبها وقد علم بعد ذلك أن هذا الاحتجاج كان من تنظيم جمعية مصر الفتاة وكان هذا الاحتجاج يندد بالاستعمار الإنجليزي في مصر وذلك في أعقاب قرار من رئيس الوزراء حينئذ " إسماعيل صدقي " بإلغاء دستور 1923 وألقي القبض على " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " واحتجز لمدة ليلة واحدة قبل أن يخرجه والده.
نما نشاط " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " السياسي أكثر طوال سنوات مدرسته ، حيث أنه لم يحضر سوى 45 يوما أثناء سنته الأخيرة في المدرسة الثانوية ، إستأنف " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " دراسته في مدرسة النهضة الثانوية بحي الظاهر بالقاهرة حيث حصل على شهادة التخرج في وقت لاحق من ذلك العام.
وفي سنة 1937 تقدم " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " إلى الكلية الحربية لتدريب ضباط الجيش ولكن الشرطة سجلت مشاركته في احتجاجات مناهضة للحكومة فمنع من دخول الكلية فالتحق بكلية الحقوق في جامعة الملك فؤاد " جامعة القاهرة حاليا " لكنه استقال بعد فصل دراسي واحد وأعاد تقديم طلب الانضمام إلى الكلية العسكرية واستطاع " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " مقابلة وزير الحربية " إبراهيم خيرى باشا " وطلب مساعدته فوافق على انضمامه للكلية العسكرية في مارس 1937 ، ركز " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " على حياته العسكرية منذ ذلك الحين وأصبح يتصل بعائلته قليلا.
وفي الكلية التقى بــ " عبد الحكيم عامر" و " أنور السادات " وكلاهما أصبحوا مساعدين هامين له خلال فترة رئاسته ، وتخرج من الكلية العسكرية في شهر يوليو 1937 ، تم ترقية " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " إلى رتبة ملازم ثاني في سلاح المشاة و في سنة 1941 طلب عبد الناصر النقل إلى السودان وهناك قابل " عبد الحكيم عامر " وكانت السودان حينها جزءا من مصر وعاد " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " من السودان في سبتمبر 1942 ثم حصل على وظيفة مدرب في الأكاديمية العسكرية الملكية بالقاهرة شهر مايو 1943
حـيـاتـه الشـخـصـيـة
تزوج " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " عام 1944 من السيدة " تحية كاظم " البالغة من العمر 22 عاما ، ولدت لأب إيراني ثري وأم مصرية ، وكلاهما توفيا عندما كانت صغيرة ، تعرفت على " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " من خلال شقيقها " عبد الحميد كاظم " وهو صديق لـ " جـمـال عـبـد الـنـاصـر ".
وبعد زفافهما انتقل الزوجان إلى منزل في منشية البكري ، وهي ضاحية من ضواحي القاهرة حيث عاشوا لبقية حياتهم ، وأنجبوا ابنتان وثلاثة أبناء هما : البنات " هدى ــ منى " والاولاد " خالد ــ عبد الحميد ــ عبد الحكيم ".
حـركـة الـضـبـاط الاحـرار
بعد سنة 1949 قام " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بتنظيم " اللجنة التأسيسية للضباط الأحرار" وتألفت من أربعة عشر رجلا من مختلف الخلفيات السياسية والإجتماعية ، بما في ذلك ممثلين عن الشباب المصريين والإخوان المسلمين والحزب الشيوعي المصري والطبقة الأرستقراطية و انتخب ناصر رئيسا للجنة بالإجماع ، كان الضباط الأحرار يقولون أن نيتهم ليست تثبيت أنفسهم في الحكومة وإنما إعادة إنشاء دولة ديمقراطية برلمانية ، انطلقت حركة الضباط الاحرار يوم 22 يوليو وأعلن نجاحها في اليوم التالي استولى الضباط الأحرار على جميع المباني الحكومية والمحطات الإذاعية ومراكز الشرطة وكذلك مقر قيادة الجيش في القاهرة وكان العديد من الضباط المتمردين يقودون وحداتهم وافق " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " على نفي الملك الفاروق ثم تطورت الاحداث وتم إلغاء النظام الملكي يوم 18 يونيو سنة 1953، وأعلن قيام الجمهورية في مصر، وكان اللواء " محمد نجيب " أول رئيس لها
في يناير 1953 حظر ناصر جميع الأحزاب السياسية وخلق نظام الحزب الواحد تحت مسمي " هيئة التحرير " وتم حل البرلمان و سيطر " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " على منصب وزير الداخلية بعزل الوزير " سليمان حافظ " الموالي لـ " محمد نجيب " وكان نجيب مؤيد لرأي عودة الجيش لمهامة الرئيسية وقيام الحياة الديمقراطية ، ولكن الكثير من الضباط الاحرار كانوا يرفضون ذلك فقاموا بعزل " محمد نجيب " في 26 فبراير ، وقاموا بوضع " محمد نجيب " تحت الإقامة الجبرية في منزله وعين مجلس قيادة الثورة " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " قائدا لمجلس قيادة الثورة ورئيسا لمجلس الوزراء على أن يبقى منصب رئيس الجمهورية شاغرا ثم تمرد على الفور ضباط الجيش وطالبوا بإعادة نجيب وحل مجلس قيادة الثورة ولكن في 27 فبراير أطلق أنصار " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " في الجيش غارة على القيادة العامة العسكرية ، وقاموا بإنهاء التمرد وفي يوم 5 مارس ، قامت قوات الأمن التابعة لـ " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بالقبض على الآلاف من المشاركين في المظاهرات الداعية لعودة " محمد نجيب " وبين أبريل ويونيو تم اعتقال وفصل مئات من مؤيدي " محمد نجيب " في الجيش
وفي يناير 1956 تمت صياغة الدستور الجديد لمصر الذي تضمن إنشاء نظام الحزب الواحد في إطار " الاتحاد الوطني " تم ترشيح " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " لمنصب رئاسة الجمهورية ، وطرح الدستور الجديد للاستفتاء العام يوم 23 يونيو وحاز كلاهما على الموافقة بأغلبية ساحقة
تـأمـيـم قـنـاة الـسـويـس والـعـدوان الـثـلاثـي
في 26 يوليو 1956، قدم " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " خطابا في الإسكندرية أعلن فيه تأميم شركة قناة السويس كوسيلة لتمويل مشروع سد أسوان في ضوء انسحاب القوات البريطانية الأمريكية.
ووسط حديثه ندد " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بالإمبريالية البريطانية في مصر والسيطرة البريطانية على أرباح شركة القناة، وتمسك بحق الشعب المصري في السيادة على الممر المائي ، خاصة وأن 120,000 مصري قد مات في سبيل إنشائه وكان في استقبال إعلان تأميم القناة تأييد واسع من قبل الجمهور في مصر ، وفي جميع أنحاء الوطن العربي ، نزل الآلاف إلى الشوارع مرددين هتافات داعمة لهذا القرار
رأت فرنسا والمملكة المتحدة وهما أكبر دولتين مساهمَتيْنِ في شركة قناة السويس ، أن تأميم قناة السويس عمل عدائي من قبل الحكومة المصرية ، كان " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " يدرك أن تأميم القناة سوف يحدث أزمة دولية واعتقد أن احتمال التدخل العسكري من قبل الدولتين " فرنسا والمملكة المتحدة " وقال أنه يعتقد مع ذلك ، أن المملكة المتحدة لن تكون قادرة على التدخل عسكريا لمدة شهرين على الأقل بعد الإعلان ، ووصف التدخل الإسرائيلي بأنه " مستحيل ".
في أوائل أكتوبر اجتمع مجلس أمن الأمم المتحدة بشأن مسألة تأميم القناة واتخذ قرارا بالاعتراف بحق مصر في السيطرة على القناة طالما أنها استمرت في السماح بمرور السفن الأجنبية من القناة ، بعد وقت قصير عقدت المملكة المتحدة وفرنسا وإسرائيل اتفاقا سريا للإستيلاء على قناة السويس واحتلال أجزاء من مصر
وفي 29 أكتوبر 1956 م عبرت القوات الإسرائيلية شبه جزيرة سيناء وسرعان ما تقدمت إلى أهدافها بعد ذلك بيومين قصفت الطائرات البريطانية والفرنسية المطارات المصرية في منطقة القناة.
أمر " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " القيادات العسكرية بسحب الجيش المصري من سيناء لتعزيز دفاعات القناة ، وعلاوة على ذلك فقد تخوف " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " من إرسال سلاح المدرعات لمواجهة القوة الغازية الإسرائيلية والبريطانية والفرنسية التي هبطت في وقت لاحق على مدينة بورسعيد حيث أنه تخوف من تدميرها من قبل قوات الدول الثلاث مجتمعة.
وعلى الرغم من الأمر بانسحاب القوات المصرية من سيناء فقد قتل نحو 2000 جندي مصري خلال الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية وتم القبض على 5000 جندي مصري تقريبا من قبل الجيش الإسرائيلي.
وعلى الرغم من السهولة النسبية التي تم بها احتلال سيناء لم يلحق بهيبة " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " في الداخل وبين العرب أي أذى لتعويض الأداء الضعيف للجيش المصري ، أمر " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بتوزيع حوالي 400000 بندقية على المتطوعين المدنيين ومئات من الميليشيات التي تشكلت في جميع أنحاء مصر والتي قادها الكثير من المعارضين السياسيين " جـمـال عـبـد الـنـاصـر "
أرسلت كتيبة المشاة الثالثة والمئات من عناصر الحرس الوطني إلى بورسعيد لتعزيز الدفاعات المصرية هناك ، سافر " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " إلى منطقة القناة لرفع الروح المعنوية للمتطوعين المسلحين.
زادت الميليشيات المحلية من مقاومتها وقوة دفاعاتها وقد أدت مقاومتها الشديدة إلى القتال من شارع إلى شارع ، وكان قائد الجيش المصري في المدينة يستعد لطلب شروط لوقف إطلاق النار ولكن " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " نهاه عن ذلك.
تمكنت القوات البريطانية والفرنسية من الاستيلاء على معظم أجزاء المدينة في 7 نوفمبر وقتل من 750 إلى 1000 مصري في معركة بورسعيد.
أدانت إدارة أيزنهاور الأمريكية الغزو الثلاثي ودعمت قرارات الأمم المتحدة المطالبة بسحب قوات الدول الثلاثة الغازية ، أثنى " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " على إدارة " أيزنهاور " مشيرا إلى أنه لعب أكبر الأدوار وأكثرها حسما في وقف العدوان الثلاثي .
وبحلول نهاية شهر ديسمبر انسحبت القوات البريطانية والفرنسية تماما من الأراضي المصرية في حين أنهت إسرائيل انسحابها في مارس 1957 وأطلقت سراح جميع أسرى الحرب المصريين.
ونتيجة لأزمة السويس أصدر " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " مجموعة من اللوائح فرضت شروطا صارمة للحصول على الإقامة والمواطنة والتي أثرت في أغلبها على المواطنين اليهود " المصريين والأجانب على حد سواء " وطرد الآلاف منهم أو أجبروا على مغادرة البلاد.
وفي يوم 8 أبريل أعيد فتح القناة وتم تعزيز الموقف السياسي لـ " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بشكل كبير بسبب فشل الغزو
الـعـروبـة والاشـتـراكـيـة
اعتبر المواطن العربي " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " زعيمه بلا منازع ويعود الفضل في ذلك إلى " كاريزما " عبد الناصر ، والتي عززها انتصاره في أزمة السويس واتخاذه من القاهرة مقرا لإذاعة صوت العرب ، التي نشرت أفكار " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " في جميع أنحاء العالم الناطقة باللغة العربية كما تمتع " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بدعم من المنظمات القومية العربية ، في جميع أنحاء المنطقة ، وكان العديد من أتباعه يمولونه تمويلا جيدا ولكنهم افتقروا إلى أي هيكل أو تنظيم دائم ، دعوا أنفسهم " الناصريين " .
تدهورت العلاقات بين " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " والملك " حسين " في أبريل عندما اتهم حسين " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بالتورط في دعم محاولتي الانقلاب ضده ، التى قادها علي أبو نوار ورفاقه على الرغم من أن " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " لم يشترك فيهما ، وحل حسين حكومة النابلسي ، وانتقد " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " في وقت لاحق الملك " حسين " على راديو القاهرة ، واصفا إياه بأنه " أداة للامبريالية ".
وأصبحت علاقات " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " مع الملك " سعود " عدائية أيضا حيث بدأ هذا الأخير في الخوف من أن زيادة شعبية " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " في المملكة العربية السعودية أصبح تهديدا حقيقيا لبقاء العائلة المالكة ، وعلى الرغم من معارضة حكومات الأردن والمملكة العربية السعودية والعراق ولبنان له فقد حافظ " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " على مكانته بين المصريين ومواطني البلدان العربية الأخرى.
وبحلول نهاية سنة 1957م أمم " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " كل ما تبقى من الشركات البريطانية والفرنسية في مصر بما في ذلك مصانع التبغ والإسمنت والأدوية ، والفوسفات ، بينما لم تسفر جهود " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " لتقديم حوافز ضريبية وجذب الاستثمارات الخارجية عن نتائج ملموسة ، أمم " ناصر " المزيد من الشركات وجعلها جزءا من منظمة التنمية الاقتصادية كان ثلثا الاقتصاد لا يزال في أيدي القطاع الخاص حينها
حقق هذا المجهود قدرا من النجاح مع زيادة الإنتاج الزراعي والاستثمار في التصنيع بدأ ناصر إنشاء مصانع الصلب بحلوان والتي أصبحت فيما بعد أكبر المشاريع في مصر ووفرت عشرات الآلاف من فرص العمل.
قرر " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " أيضا التعاون مع الاتحاد السوفيتي في بناء سد أسوان كبديل للولايات المتحدة التي سحبت تمويلها للمشروع
الجـمـهـوريـة الـعـربـيـة الـمـتـحـدة " مـصـر وسـوريـا "
تم في اليوم 22 فبراير 1958 بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيس المصري " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " والرئيس السورى " شكرى القوتلى " واختير الرئيس " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " رئيساً والقاهرة عاصمة للجمهورية الجديدة ، وفى عام 1960 تم توحيد برلمانى البلدين فى مجلس الأمة بالقاهرة وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحدة فى القاهرة أيضاً ، وقد أنهيت الوحدة بانقلاب عسكرى فى دمشق يوم 28 سبتمبر 1961 ، وأعلنت سوريا " الجمهورية العربية السورية " بينما احتفظت مصر باسم " الجمهورية العربية المتحدة " حتى عام 1971 عندما سميت باسمها الحالى جمهورية مصر العربية.
وكان من أهم أسباب الانفصال قيام " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بتأميم البنوك الخاصة والمعامل والشركات الصناعية الكبرى ونزوح الكثير من العمال المصريين إلى مدن الإقليم الشمالى ، واختلال توازن قوى العمل ، وتأثير الوحدة على التعددية السياسية فى سوريا أدعت قوى الانفصال أن المصريين عمدوا إلى تسريح أفضل الضباط السوريين من الجيش ليحكموا السيطرة على البلاد ويعزلوا القوى السورية عن المناصب الحساسة.
حـرب 1967 " الـنـكـسـة "
في أوائل سنة 1967 حذر الاتحاد السوفيتي " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " من هجوم إسرائيلي وشيك على سوريا على الرغم من أن رئيس هيئة الأركان " محمد فوزي " وصف ذلك التحذير بأنه لا أساس له من الصحة وفي صباح يوم 5 يونيو ضرب سلاح الجو الإسرائيلي القواعد الجوية المصرية ودمر جزءا كبيرا من القوات الجوية المصرية قبل انتهاء اليوم الأول من الحرب كانت وحدات مدرعة إسرائيلية قد اخترقت خطوط الدفاع المصرية واستولت على مدينة العريش وفي اليوم التالي تم الامر بالانسحاب لقوات الجيش المصري مما تسبب في سقوط غالبية الضحايا المصريين خلال الحرب استولت إسرائيل بسهولة على سيناء وقطاع غزة من مصر والضفة الغربية من الأردن وهضبة الجولان من سوريا وبالرغم من ذلك كان العرب مصدقين لادعاءات محطة الإذاعة العربية بأن الانتصار العربي وشيك وفي يوم 9 يونيو أعلن " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " على شاشات التلفزيون للمواطنين في مصر هزيمة بلادهم وأعلن استقالته على التلفزيون في وقت لاحق من ذلك اليوم وتنازل عن السلطات الرئاسية إلى نائبه آنذاك " زكريا محيي الدين " وقد رفض هذا مئات الآلاف من المتعاطفين مع " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " تدفقوا إلى الشوارع في مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء مصر وجميع أنحاء الوطن العربي رفضا لاستقالته و تراجع عن قراره في اليوم التالي
عين " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " يوم 11 يوليو " محمد فوزي " كقائد عام للقوات المسلحة بديلا عن " عبد الحكيم عامر " حدثت احتجاجات من الموالين لـ " عبد الحكيم عامر " في الجيش 600 منهم ساروا إلى مقر قيادة الجيش وطالبوا بإعادة " عبد الحكيم عامر " كان رد " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " هو إقالة ثلاثين من الموالين لـ " عبد الحكيم عامر " في الجيش و عين " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " نفسه رئيسا للوزراء وقائدا أعلى للقوات المسلحة في 19 يونيو 1967 كمنصبين إضافيين ، وفي يوم 13 سبتمبر 1967 تم الاعلان عن انتحار " عبد الحكيم عامر " في ظروف غامضة شكك فيها الكثيرين عن كيفية موته
وفي يناير 1968 بدأ " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " حرب الاستنزاف لاستعادة الاراضي التي احتلتها إسرائيل أمر بشن هجمات ضد مواقع إسرائيلية شرق قناة السويس ثم حاصر القناة وفي مارس عرض ناصر مساعدة حركة فتح بالأسلحة والأموال بعد أدائهم ضد القوات الإسرائيلية في معركة الكرامة في ذلك الشهر كما نصح عرفات بالتفكير في السلام مع إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية تضم الضفة الغربية وقطاع غزة
وفـاتـه
بعد انتهاء القمة العربية يوم 28 سبتمبر 1970 عانى " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " من نوبة قلبية حسب ما تم ذكره وقتها ، ونقل على الفور إلى منزله حيث فحصه الأطباء وتوفي " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " بعد عدة ساعات حوالي الساعة السادسة مساء ، وبعد الإعلان عن وفاة " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " عمت حالة من الصدمة في مصر والوطن العربي حضر جنازة " جـمـال عـبـد الـنـاصـر " في القاهرة حوالي خمسة إلى سبعة ملايين مشيع وكان رد الفعل العربي عامة هو الحداد وتدفق الآلاف من الناس في شوارع المدن الرئيسية في جميع أنحاء الوطن العربي
تعليقات: 0
إرسال تعليق