وفقاً للسيدة كيم، فإن البيوت التي تواجدت فيها النسوة اللواتي يقمن باصطياد الزبائن كانت ظاهرة موجودة من عصر إيدو. ولكن فنادق الإينشوكو التي كان يذهب إليها العشاق العاديين لم تبدأ إلا مع بداية عصر شووا. وبالنظر إلى سياسة الأسعار (الليلة بـ ٢ ين والراحة لوقت محدد أو لفترات قصيرة بـ ١ ين) فيمكننا القول بأنها اتخذت الشكل الأصلي لفنادق الحب. واستخدم هذه الفنادق كل من ”بائعات الهوى“ وحتى الزوجات الحقيقيات. وتناقلت الصحف وقتها الخبر مستهجنةً ”هذه العادات المتدنية“.
ولكن اختفت معظم هذه الفنادق مع بداية الحرب العالمية الثانية. وحتى بعد الحرب لفترة ظلت ”المواقع المفضلة“ لتبادل الغرام موجودة على سبيل المثال في الميدان الموجود أمام القصر الإمبراطوري في طوكيو وفي منطقة قلعة أوساكا في أوساكا.
وفقط عندما بدأت النهضة بعد الحرب، ومع الطفرة التي تحققت أثناء الحرب الكورية (١٩٥٠-١٩٥٢)، تسارع بناء المساكن والمباني التجارية بشكل كبير. وازداد عدد العاملين بالعاصمة، كما تنامت الحاجة لمباني الإقامة، وتم بناء نزل للتجار على نطاق واسع. واستخدم العشاق مثل تلك النٌزل وكان الكثير منهم يستخدمها لساعات قليلة دون المبيت بها. ولفتت هذه الظاهرة إدارات الفنادق التي أحست بالحاجة لوضع أسعار قائمة على الإستخدام لساعات قليلة. ونما وتطور هذا النوع من الأعمال بشكل كبير بفضل إقبال المستخدمين على الاستفادة منه.
وتجمعت الفنادق التي تتوقع استقبال العشاق في وسط المدينة وتم تغيير اسمها فجأة إلى ”فنادق الاصطحاب“.
وكانت الفترة التي زادت فيها هذه الفنادق بشكل خاص عام ١٩٦٠على ما يبدو. وارتفع عددها عام ١٩٦١ وحده إلى حوالي ٢٧٠٠ فندق. وتوافق ذلك مع دخول قانون منع الدعارة حيز التنفيذ عام ١٩٥٨، حيث حَوّل الكثير من الملاهي نشاطاتها إلى فنادق إقامة. ويقال أيضاً أن المكاسب الكبيرة لمثل هذه الفنادق شجع الكثير من المنازل المجاورة لتحويل شكلها ليناسب نشاط فنادق الإقامة. وعلى الرغم من ذلك لم يخل الأمر من فترات شهدت تراجعاً لتلك الأنشطة مثل الفترة التي تلت إقامة أولمبياد طوكيو (عام ١٩٦٤).
لماذا زاد الطلب على فنادق الإصطحاب تلك؟ تشير السيدة كيم إلى التأثير الناتج عن ظروف السكن في اليابان. حيث كانت المساكن في الماضي تقوم على تعدد الإستخدامات لغرف قليلة. فكانت ذات الغرف تستخدم للمعيشة في النهار وغرفة طعام في وقت تناول الوجبات، وغرفة للنوم بالمساء.
تقول كيم: ”إن وجود الأطفال ومعيشة الزوجين مع والديهم. فانّه لم يتوافر للزوجين المكان الذي من الممكن أن يختليا فيه ببعضهما. هل من الممكن تصور متى إستطاعا ممارسة حياتهم الزوجية لإنجاب الأطفال؟“ ولذا لم يكن من الغريب أن لجأ حتى الأزواج لفنادق الاصطحاب لممارسة الحب.
”كذلك كانت الحاجة للحمامات. وكانت فنادق الإصطحاب تلك وقتها مزودة بأماكن للاستحمام مشتركة للجنسين. ويبدو أنه كان يتم مناداة كل شخص برقم غرفته بعد أن ينتظر دوره. سيما وإنه كان من الطبيعي آنذاك عدم توفر مكان للاستحمام في البيت حيث كان الجميع يرتادون الحمامات العامة. وكان ذلك عامل آخر جذب المتزوجين للذهاب إلى فنادق الإصطحاب والإستحمام معا“. وذلك وفقاً لما سردته كيم إيككيون.
The post ماذا يحدث وراء الأبواب المغلقة لفنادق الحب في اليابان ؟ appeared first on لا ولو.
تعليقات: 0
إرسال تعليق