قال الدكتور عدنان إبراهيم وفقنا الله وإياه لكل خير ونحن لا نلمز ولا نغتاب مسلماً كائنا ما كان، لا في بيوت الله ولا في غير بيوت الله .وهو رجل ذو عقل وذو علم يخطأ ويصيب مثله مثل غيره
الدكتور عدنان إبراهيم توصل إلى أن عيسى عليه السلام مات. وبناءا عليه يرى أنه لن ينزل في أخر الزمان وإنا الأحاديث الواردة في نزوله يمكن ردها مثنا وسندا
أنا أحلل رأيه حسب ما أسمع وحسب ما أفهم ولكن فيما أفهم هذا قوله فإن كان هو لم يقل هذا، فهذا شي أخر. المقصود في الجواب الآن أيا كان القائل الدكتور عدنان إبراهيم أو غيره من أهل العلم
الجواب : الله عز وجل قال : "إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذي اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم "القيامة
"وقال عن الأرض : "منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى
هنا قول الله "إني متوفيك" يحتمل أمريين لا ثالث لهما : إما أن يكون المراد "متوفيك" الوفاة المعروفة أي يقبض روحك وهي التي يقولها الدكتور عدنان إبراهيم فيصبح لا معنى أن أرفعك إلي لأنه إذا فارقت روحه جسده ومات فلا معنى أن يرفع جسده إلى السماء
لأن قلنا وفيها نعيدكم وكل الأنبياء يقبرون في الأرض. نأتي بمثال حتى يستبين لك الأمر عندما تقول وفيت الأجير أجره معنى أنك أعطيت اياه كاملا، وعيسى عليه السلام بُعث نبيا ورسولا إلى بني إسرائيل والله قد كتب جل وعلا في الأزل عنده أن عيسى سينزل مرة أخرى أخر الزمان وهو جل وعلى كتب أن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين أليس ذلك صواباً ؟؟
وربنا جل في علاه يقول : "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين" فلو أن عيسى رفع ولم يستوفي نبوته إذا عاد إلى الأرض، إذا نزل سيعود نبيا لأنه ما أكمل النبوة وهذا لا يمكن لأن محمد عليه السلام هو خاتم النبيين فمعنى قول الله عز وجل "إني متوفيك" أي مستوفي نبوتك، كونك نبي انتهت واستوفيت كونك نبياً، أنت بعثت إلى بني إسرائيل ومحمد عليه الصلاة والسلام سيبعث إلى الناس كافة فأنت بعثت إلى بني اسرائيل فحقك الآن أن ترفع فترفع بعد أن استوفيت نبوتك فرفع عليه السلام جسداً وروحا وهو حي. لكنه إستوفى النبوة فلما يعود لا يعود نبياً والدليل على أنه لن يعود نبيا أنه يصلي وراء رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولو كان نبيا وقت نزوله لبقي عليه وصف النبوة، لذلك محال أن يصلي به أحد من الناس إماما
لكنه ينزل عليه الصلاة والسلام على أنه قد استوفى نبوته فيصبح الآن عندما تتلو القرآن ولكن رسول الله وخاتم النبيين وتسمع قول النبي عليه الصلاة والسلام : إنه لا نبي بعدي
فيأتيك قائل بحسن نية أو بغيرها والأصل في المسلمين أنهم حسن النوايا لا نلمز ولا نغمز أحدا ولا نتهم أحدا في نيته ولا في علمه فالنقص موجود فينا ولا يمكن أن ننكره على الناس فإنا لم نوفى النقص حتى نطالب بالكمال الأخرين.
لكننا نقول أن عيسى عليه السلام استوفى نبوته فرفع ثم إنه لا تجري عليه أحكام الزمان، منذ ان رفع إلى اليوم، لا تتوالى عليه الأعوام وهذا واضح في القرأن فإن أهل الكهف، الفتية مكثوا في الكهف ثلاثة مئة سنين وازدادو تسعا
"قال الله : "وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبتثم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم
لو كانت تجري عليهم أحكام الزمان ومرت عليهم ثلاث مئة سنة ستطول أشعارهم، ستتبدل ألوانهم، ستطول لحاهم، فإذا قال بعضهم لبعض كم لبتثم ؟ محال أن يقول واحد منهم يوما أو بعض يوم لكن لما قالوا يوم أو بعض يوم، دل على أن أي هيئة كانت عليهم لم تتغير ولهذا لم تجري عليهم أحكام الزمان.
وفي خبر ذلك العبد الصالح، الله عز وجل أجرى أحكام الزمان على شيء ولم يجريها على شيء قال الله سبحانه وتعالى : أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أن يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبتث يوم أو بعض يوم قال بل لبثت مئة عام فأنظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وأنظر إلى حمارك ، وجده عظاما بالية أجرى الله عليه أحكام الزمان فأجرى الله أحكام الزمان على الدابة ولم يجريها على الطعام كذلك عيسى ابن مريم رُفع بعد أن استوفى الله نبوته ثم يعود في أخر الزمان وهو غير متلبس بكسوة النبوة صلوات الله عليه وسلم
تعليقات: 0
إرسال تعليق