#شخصيات_تاريخية
ذكري ميلاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات
Mostafa Elsheikh originally shared:
تحل اليوم ذكري ميلاد الرئيس الراحل " مـحـمـد أنـور الـســادات "
ولد " مـحـمـد أنـور الـســادات " في يوم 25 ديسمبر 1918 م بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية ، والدته سودانية من أم مصرية تدعى " ست البرين " من مدينة " دنقلا " تزوجها والده حينما كان يعمل مع الفريق الطبي البريطاني بالسودان لكنه عاش وترعرع في قرية ميت أبو الكوم ، أشار " الـســادات " إلى أن جدته ووالدته هما اللتان فتنتاه وسيطرتا عليه ، وهما السبب الرئيسي في تكوين شخصيته فقد كان " الـســادات " يفخر بأن يكون بصحبة جدته الموقرة ، تلك الجدة التي كان الرجال يقفون لتحيتها حينما تكون مارة رغم أميتها إلا أنها كانت تملك حكمة غير عادية ، حتى أن الأسر التي كانت لديها مشاكل كانت تذهب إليها لتأخذ بنصيحتها علاوة على مهارتها في تقديم الوصفات الدوائية للمرضى.
تلقى " الـســادات " تعليمه الأول في كتاب القرية على يد الشيخ عبد الحميد عيسى ، ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية وحصل منها على الشهادة الابتدائية.
وفي عام 1935 التحق بالمدرسة الحربية لاستكمال دراساته العليا ، وتخرج من الكلية الحربية عام 1938
حـيـاتـه الـشـخـصـيـة
الـزواج الاول
كان زواجه الاول تقليديا حيث تقدم للسيدة " إقبال عفيفي" التي تنتمي إلى أصول تركية ، وكانت تربطها قرابة قريبة بينها وبين الخديوي عباس ، كما كانت أسرتها تمتلك بعض الأراضي بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية والقليوبية أيضا ، وهذا ما جعل عائلة إقبال تعارض زواج " أنـور الـســادات " لها ، لكنه بعد أن أتم " الـســادات " دراسته بالأكاديمية العسكرية تغير الحال وتم الزواج واستمر لمدة عشر سنوات ، وأنجبا خلالها ثلاثة بنات هم رقية ، راوية ، كاميليا
الـزواج الـثـاني
تزوج للمرة الثانية من السيدة " جيهان رؤوف صفوت " عام 1951 التي أنجب منها 3 بنات وولدًا هم لبنى ونهى وجيهان وجمال.
حـيـاتـه الـسـيـاسـيـة
شغل الاحتلال البريطاني لمصر بال " الـســادات " كذلك كان يشعر بالخزى والعار من أن الساسة المصريين يساعدون في ترسيخ شرعية الاحتلال البريطاني ، فتمنى أن يبنى تنظيمات ثورية بالجيش تقوم بطرد الاحتلال البريطاني من مصر ، فقام بعقد اجتماعات مع الضباط في حجرته الخاصة بوحدته العسكرية بمنقباد وذلك عام 1938 ، كما شهدت هذه الحجرة أول لقاء بين الـســادات وكل من جمال عبد الناصر ، وخالد محي الدين
وفى أوائل 1939 اختارته القيادة للحصول على فرقة إشارة بمدرسة الإشارة " سلاح الاشارة " بالمعادي هو ومجموعة أخرى كان منهم جمال عبد الناصر ، سلاح الإشارة الذي أنشئ حديثًا في الجيش حيث كان من أهم أسلحة الجيش في ذلك الوقت ، وفى نهاية الفرقة كان عليه إلقاء كلمة نيابة عن زملائه قام هو بإعدادها ، وكانت كلمة هادفة ذات معنى علاوة على بلاغته وقدرته في إلقاءها دون الاستعانة كثيرا للورق المكتوب ، وذلك ما لفت نظر الأمير الاى " إسكندر فهمي أبو السعد " وبعدها مباشرا تم نقله للعمل بسلاح الإشارة ، وكانت تلك النقلة هي الفرصة التي كان " الـســادات " ينتظرها لتتسع دائرة نشاطه من خلال سهولة اتصاله بكل أسلحة الجيش ، كانت الاتصالات في أول الأمر قاصرة على زملاء السلاح والسن المقربين ، ولكن سرعان ما اتسعت دائرة الاتصالات بعد انتصارات " الألمان " هتلر عام 39 ، 40 ، 41 وهزائم الإنجليز
كانت أيام حرية " الـســادات " معدودة حيث ضيق الإنجليز قبضتهم على مصر ، وبالتالي على كل مناضل مصري يكافح من أجل حرية بلاده مثل " أنـور الـســادات " فتم طرد الـسـادات من الجيش واعتقاله وإيداعه سجن الأجانب عدة مرات ، حيث قام بالاستيلاء على جهاز لاسلكي من بعض الجواسيس الألمان " ضد الإنجليز " وذلك لاستغلال ذلك الجهاز لخدمة قضية الكفاح من أجل حرية مصر ، وفى السجن حاول " الـســادات " أن يبحث عن معاني حياته بصورة أعمق وبعد أن مضى عامين (1942 : 1944) في السجن قام بالهرب منه حتى سبتمبر عام 1945 حين ألغيت الأحكام العرفية ، وبالتالي انتهى اعتقاله وفقا للقانون ، وفى فترة هروبه هذه قام بتغيير ملامحه وأطلق على نفسه اسم الحاج محمد ، وعمل تباعا على عربة تابعة لصديقه الحميم " حسن عزت " ومع نهاية الحرب وانتهاء العمل بقانون الأحوال العسكرية عام 1945 عاد " الـســادات " إلى طريقة حياته الطبيعية ، حيث عاد إلى منزله وأسرته بعد أن قضى ثلاث سنوات بلا مأوى.
عقد " الـســادات " ومعاونيه العزم على قتل " أمين عثمان باشا " وزير المالية في مجلس وزراء النحاس باشا لأنه كان صديقا لبريطانيا وكان من اشد المطالبين ببقاء القوات الإنجليزية في مصر ، وكان له قول مشهور يشرح فيه العلاقة بين مصر وبريطانيا واصفًا إياها بأنها " زواج كاثوليكي بين مصر وبريطانيا لا طلاق فيه " وتمت العملية بنجاح في 6 يناير عام 1946 على يد حسين توفيق ، وتم الزج بــ " أنـور الـســادات " إلى سجن الأجانب دون اتهام رسمي له ، وفى الزنزانة 54 تعلم " الـســادات " الصبر والقدرة على الخداع ، حيث كانت تتصف هذه الزنزانة بأنها قذرة لا تحتوى على شيء إلا بطانية غير آدمية ، وتعتبر تجارب " الـســادات " بالسجون هذه أكبر دافع لاتجاهه إلى تدمير كل هذه السجون بعدما تولى الحكم وذلك عام 1975 وقال حين ذاك " إن أي سجن من هذا القبيل يجب أن يدمر ويستبدل بآخر يكون مناسبا لآدمية الإنسان ".
كما أدى حبس " الـســادات " في الزنزانة 54 بسجن القاهرة المركزي إلى التفكير في حياته الشخصية ومعتقداته السياسية والدينية ، كما بنى " الـســادات " في سجنه علاقة روحانية مع ربه لأنه رأى أن الاتجاه إلى الله أفضل شيء لأن الله سبحانه وتعالى لن يخذله أبدا.
وأثناء وجوده بالسجن قامت حرب فلسطين في منتصف عام 1948 ، التي أثرت كثيرا في نفسه حيث شعر بالعجز التام وهو بين أربعة جدران حين علم بالنصر المؤكد للعرب لولا عقد الهدنة الذي عقده الملك عبد الله ملك الأردن وقت ذلك ، والذي أنقذ به رقبة إسرائيل وذلك بالاتفاق مع الإنجليز ، وفى أغسطس 1948 تم الحكم ببراءة " الـســادات من مقتل أمين عثمان وتم الإفراج عنه ، بعد ذلك أقام " الـســادات " في بنسيون بحلوان لكي يتمكن من علاج معدته من آثار السجن بمياه حلوان المعدنية.
بعد خروجه من السجن عمل مراجعًا صحفيًا بمجلة المصور حتى ديسمبر 1948 ، وعمل بعدها بالأعمال الحرة مع صديقه " حسن عزت " وفي عام 1950 عاد إلى عمله بالجيش بمساعدة زميله القديم الدكتور يوسف رشاد الطبيب الخاص بالملك فاروق.
وفي عام 1951 تكونت الهيئة التأسيسية للتنظيم في الجيش والذي عرف فيما بعد بتنظيم الضباط الأحرار فانضم إليها.
وتطورت الأحداث في مصر بسرعة فائقة بين عامي 1951 و 1952 ، فألغت حكومة الوفد معاهدة 1936 وبعدها اندلع حريق القاهرة الشهير في يناير 1952 وأقال الملك وزارة النحاس الأخيرة
وفي ربيع عام 1952 أعدت قيادة تنظيم الضباط الأحرار للثورة ، وفي 21 يوليو أرسل جمال عبد الناصر إليه في مقر وحدته بالعريش يطلب منه الحضور إلى القاهرة للمساهمة في ثورة الجيش على الملك ، وقامت الثورة وأذاع بصوته بيان الثورة وقد أسند إليه مهمة حمل وثيقة التنازل عن العرش إلى الملك فاروق.
في عام 1953 أنشأ مجلس قيادة الثورة جريدة الجمهورية وأسند إليه رئاسة تحرير هذه الجريدة. وفي عام 1954 ومع أول تشكيل وزاري لحكومة الثورة تولى منصب وزير دولة وكان ذلك في سبتمبر 1954.
وانتخب عضواً بمجلس الأمة عن دائرة تلا ولمدة ثلاث دورات ابتداءً من عام 1957 وكان قد انتخب في عام 1960 ، أنتخب رئيساً لمجلس الأمة وكان ذلك بالفترة من21 يوليو 1960 حتي 27 سبتمبر 1961 ، كما أنتخب رئيساً لمجلس الأمة للفترة الثانية من 29 مارس 1964 إلى 12 نوفمبر 1968 ، وفي عام 1969 اختاره جمال عبد الناصر نائباً له وظل بالمنصب حتى يوم 28 سبتمبر 1970
بعد وفاة الرئيس " جمال عبد الناصر " في 28 سبتمبر 1970 وكونه نائباً للرئيس أصبح رئيساً للجمهورية ، وقد اتخذ في 15 مايو 1971 قراراً حاسماً بالقضاء على مراكز القوى في مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح ، وفي نفس العام أصدر دستورًا جديدًا لمصر.
وقام في عام 1972 بالاستغناء عن ما يقرب من 17000 خبير روسي في أسبوع واحد ، ولم يكن خطأ استراتيجي ولم يكلف مصر الكثير إذ كان السوفييت عبئ كبير على الجيش المصري ، وكانوا من قدامى العسكريين السوفيت والمحالين على التقاعد ، ولم يكن لهم أي دور عسكري فعلي خلال حرب الاستنزاف على الإطلاق ، وكان الطيارين السوفييت برغم مهمتهم في الدفاع عن سماء مصر من مطار بني سويف ، إلا أنهم كانوا فشلوا في تحقيق المهمة بالكامل ، والدليل خسارتهم ل 6 طائرات (ميج 21) سوفيتية بقيادة طيارين سوفيت في أول واخر اشتباك جوي حدث بينهم وبين الطائرات الإسرائيلية ، والحقيقة التي يعرفها الكثيرون بأن إقدام " الـسـادات على هذا التخلي كان من خطوات حرب أكتوبر ، حيث أراد السادات عدم نسب الانتصار إلى السوفيت.
وكذلك من أهم الأسباب التي جعلته يقدم على هذه الخطوة هو أن الاتحاد السوفياتي أراد تزويد مصر بالأسلحة بشرط عدم استعمالها إلا بأمر منه ، حيث أجابهم " الـسـادات " بكلمة : أسف .. فلا اقبل فرض قرار على مصر إلا بقراري وقرار الشعب المصري.
كما أن هؤلاء الخبراء الروس كانوا معيقين بالفعل للعمليات العسكرية المصرية خلال حرب الاستنزاف ، وتم اكتشاف عدد منهم يتجسس لحساب إسرائيل بالفعل ، وكان الضباط والجنود المصريين لا يتحدثون معهم في أي تفاصيل عن العمليت الحربية أو حتى التدريب ، لقد كان تواجد هؤلاء الخبراء مجرد رمز على الدعم السوفيتي ولعبة سياسية لا أكثر.
وقد أقدم الرئيس الراحل " مـحـمـد أنـور الـســادات " على اتخاذ قرار مصيري له لمصر وهو قرار الحرب ضد إسرائيل التي بدأت في 6 أكتوبر 1973 عندما استطاع الجيش كسر خط بارليف وعبور قناة السويس فقاد مصر إلى أول انتصار عسكري على إسرائيل.
وقد قرر في عام 1974 على رسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب وذلك بانفتاحها على العالم فكان قرار الانفتاح الاقتصادي.
ومن أهم الأعمال التي قام بها كان قيامه بإعادة الحياة الديمقراطية التي بشرت بها ثورة 23 يوليو ولم تتمكن من تطبيقها ، حيث كان قراره الذي اتخذه بعام 1976 بعودة الحياة الحزبية حيث ظهرت المنابر السياسية ومن رحم هذه التجربة ظهر أول حزب سياسي وهو الحزب الوطني الديمقراطي كأول حزب بعد ثورة يوليو وهو الحزب الذي أسسه وترأسه وكان اسمه بالبداية حزب مصر ، ثم توالى من بعده ظهور أحزاب أخرى كحزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوي التقدمي وغيرها من الأحزاب.
بتاريخ 19 نوفمبر 1977 اتخذ الرئيس قراره الذي سبب ضجة بالعالم بزيارته للقدس وذلك ليدفع بيده عجلة السلام بين مصر و إسرائيل ، وقد قام في عام 1978 برحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوض لاسترداد الأرض وتحقيق السلام كمطلب شرعي لكل إنسان ، وخلال هذه الرحلة وقع اتفاقية السلام في كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ، وقد وقع معاهدة كامب ديفيد للسلام مع كل من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن.
والاتفاقية هي عبارة عن إطار للتفاوض يتكون من اتفاقيتين الأولى إطار لاتفاقية سلام منفردة بين مصر وإسرائيل والثانية خاصة بمبادئ للسلام العربي الشامل في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان ، وقد انتهت الاتفاقية الأولى بتوقيع معاهدة السلام المصرية - الاسرائيلية عام 1979 والتي عملت إسرائيل على إثرها على إرجاع الأراضي المصرية المحتلة إلى مصر وقد حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن وذلك على جهودهما الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط
لم تكن ردود الفعل العربية إيجابية لزيارته لإسرائيل ، وعملت الدول العربية على مقاطعة مصر وتعليق عضويتها في الجامعة العربية ، وتقرر نقل المقر الدائم للجامعة العربية من القاهرة إلى تونس العاصمة ، وكان ذلك في القمة العربية التي تم عقدها في بغداد بناء على دعوة من الرئيس العراقي أحمد حسن البكر في 2 نوفمبر 1978 ، والتي تمخض عنها مناشدة الرئيس المصري للعدول عن قراره بالصلح المنفرد مع إسرائيل مما سيلحق الضرر بالتضامن العربي ويؤدي إلى تقوية وهيمنة إسرائيل وتغلغلها في الحياة العربية وانفرادها بالشعب الفلسطيني ، كما دعى العرب إلى دعم الشعب المصري بتخصيص ميزانية قدرها 11 مليار دولار لحل مشاكله الاقتصادية ، إلا أنه رفضها مفضلاً الاستمرار بمسيرته السلمية المنفردة مع إسرائيل.
وقد أقدمت الدول العربية على قطع علاقتها مع مصر ، باستثناء سلطنة عمُان والسودان و المغرب ، وقد اعتبر كثير من الباحثين أن هذا القرار كان متسرعاً وغير مدروس ، لكن سرعان ما عادت الجامعة العربية لجمهورية مصر العربية عام 1989 ، ومن الغريب أن معظم الدول التي قاطعت مصر لعقدها معاهدة سلام مع إسرائيل واعترافها بها عادت بعدها بسنوات واعترفت بدولة إسرائيل بل وتسابقت في عقد اتفاقيات عسكرية واقتصادية ما عدا الجزائر و العراق الذين استمرو بموقفهم
وبحلول خريف عام 1981 قامت الحكومة بحملة اعتقالات واسعة شملت المنظمات الإسلامية ومسئولي الكنيسة القبطية والكتاب والصحفيين ومفكرين يساريين وليبراليين ووصل عدد المعتقلين في السجون المصرية إلى 1536 معتقلاً وذلك على إثر حدوث بوادر فتن واضطرابات شعبية رافضة للصلح مع إسرائيل ولسياسات الدولة الاقتصادية.
وفـاتـه
في 6 أكتوبر من عام 1981 " بعد 31 يوم من إعلان قرارات الاعتقال " تم اغتيال الرئيس الراحل " مـحـمـد أنـور الـسـادات " في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر ، وقام بالاغتيال " خالد الإسلامبولي وحسين عباس وعطا طايل وعبد الحميد عبد السلام التابعين للمنظمة الجهاد الإسلامي التي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام مع إسرائيل ، حيث قاموا بإطلاق الرصاص علي الرئيس السادات مما أدى إلي إصابته برصاصة في رقبته ورصاصة في صدره ورصاصة في قلبه مما أدي إلي وفاته وجاء اغتيال " الـســادات " بعد أشهر قليلة من حادثة مقتل المشير " أحمد بدوي " وبعض القيادات العسكرية في تحطم طائرته الهليكوبتر بشكل غامض جدا، مما فتح باب الشكوك حول وجود مؤامرة
ذكري ميلاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات
Mostafa Elsheikh originally shared:
تحل اليوم ذكري ميلاد الرئيس الراحل " مـحـمـد أنـور الـســادات "
ولد " مـحـمـد أنـور الـســادات " في يوم 25 ديسمبر 1918 م بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية ، والدته سودانية من أم مصرية تدعى " ست البرين " من مدينة " دنقلا " تزوجها والده حينما كان يعمل مع الفريق الطبي البريطاني بالسودان لكنه عاش وترعرع في قرية ميت أبو الكوم ، أشار " الـســادات " إلى أن جدته ووالدته هما اللتان فتنتاه وسيطرتا عليه ، وهما السبب الرئيسي في تكوين شخصيته فقد كان " الـســادات " يفخر بأن يكون بصحبة جدته الموقرة ، تلك الجدة التي كان الرجال يقفون لتحيتها حينما تكون مارة رغم أميتها إلا أنها كانت تملك حكمة غير عادية ، حتى أن الأسر التي كانت لديها مشاكل كانت تذهب إليها لتأخذ بنصيحتها علاوة على مهارتها في تقديم الوصفات الدوائية للمرضى.
تلقى " الـســادات " تعليمه الأول في كتاب القرية على يد الشيخ عبد الحميد عيسى ، ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية وحصل منها على الشهادة الابتدائية.
وفي عام 1935 التحق بالمدرسة الحربية لاستكمال دراساته العليا ، وتخرج من الكلية الحربية عام 1938
حـيـاتـه الـشـخـصـيـة
الـزواج الاول
كان زواجه الاول تقليديا حيث تقدم للسيدة " إقبال عفيفي" التي تنتمي إلى أصول تركية ، وكانت تربطها قرابة قريبة بينها وبين الخديوي عباس ، كما كانت أسرتها تمتلك بعض الأراضي بقرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية والقليوبية أيضا ، وهذا ما جعل عائلة إقبال تعارض زواج " أنـور الـســادات " لها ، لكنه بعد أن أتم " الـســادات " دراسته بالأكاديمية العسكرية تغير الحال وتم الزواج واستمر لمدة عشر سنوات ، وأنجبا خلالها ثلاثة بنات هم رقية ، راوية ، كاميليا
الـزواج الـثـاني
تزوج للمرة الثانية من السيدة " جيهان رؤوف صفوت " عام 1951 التي أنجب منها 3 بنات وولدًا هم لبنى ونهى وجيهان وجمال.
حـيـاتـه الـسـيـاسـيـة
شغل الاحتلال البريطاني لمصر بال " الـســادات " كذلك كان يشعر بالخزى والعار من أن الساسة المصريين يساعدون في ترسيخ شرعية الاحتلال البريطاني ، فتمنى أن يبنى تنظيمات ثورية بالجيش تقوم بطرد الاحتلال البريطاني من مصر ، فقام بعقد اجتماعات مع الضباط في حجرته الخاصة بوحدته العسكرية بمنقباد وذلك عام 1938 ، كما شهدت هذه الحجرة أول لقاء بين الـســادات وكل من جمال عبد الناصر ، وخالد محي الدين
وفى أوائل 1939 اختارته القيادة للحصول على فرقة إشارة بمدرسة الإشارة " سلاح الاشارة " بالمعادي هو ومجموعة أخرى كان منهم جمال عبد الناصر ، سلاح الإشارة الذي أنشئ حديثًا في الجيش حيث كان من أهم أسلحة الجيش في ذلك الوقت ، وفى نهاية الفرقة كان عليه إلقاء كلمة نيابة عن زملائه قام هو بإعدادها ، وكانت كلمة هادفة ذات معنى علاوة على بلاغته وقدرته في إلقاءها دون الاستعانة كثيرا للورق المكتوب ، وذلك ما لفت نظر الأمير الاى " إسكندر فهمي أبو السعد " وبعدها مباشرا تم نقله للعمل بسلاح الإشارة ، وكانت تلك النقلة هي الفرصة التي كان " الـســادات " ينتظرها لتتسع دائرة نشاطه من خلال سهولة اتصاله بكل أسلحة الجيش ، كانت الاتصالات في أول الأمر قاصرة على زملاء السلاح والسن المقربين ، ولكن سرعان ما اتسعت دائرة الاتصالات بعد انتصارات " الألمان " هتلر عام 39 ، 40 ، 41 وهزائم الإنجليز
كانت أيام حرية " الـســادات " معدودة حيث ضيق الإنجليز قبضتهم على مصر ، وبالتالي على كل مناضل مصري يكافح من أجل حرية بلاده مثل " أنـور الـســادات " فتم طرد الـسـادات من الجيش واعتقاله وإيداعه سجن الأجانب عدة مرات ، حيث قام بالاستيلاء على جهاز لاسلكي من بعض الجواسيس الألمان " ضد الإنجليز " وذلك لاستغلال ذلك الجهاز لخدمة قضية الكفاح من أجل حرية مصر ، وفى السجن حاول " الـســادات " أن يبحث عن معاني حياته بصورة أعمق وبعد أن مضى عامين (1942 : 1944) في السجن قام بالهرب منه حتى سبتمبر عام 1945 حين ألغيت الأحكام العرفية ، وبالتالي انتهى اعتقاله وفقا للقانون ، وفى فترة هروبه هذه قام بتغيير ملامحه وأطلق على نفسه اسم الحاج محمد ، وعمل تباعا على عربة تابعة لصديقه الحميم " حسن عزت " ومع نهاية الحرب وانتهاء العمل بقانون الأحوال العسكرية عام 1945 عاد " الـســادات " إلى طريقة حياته الطبيعية ، حيث عاد إلى منزله وأسرته بعد أن قضى ثلاث سنوات بلا مأوى.
عقد " الـســادات " ومعاونيه العزم على قتل " أمين عثمان باشا " وزير المالية في مجلس وزراء النحاس باشا لأنه كان صديقا لبريطانيا وكان من اشد المطالبين ببقاء القوات الإنجليزية في مصر ، وكان له قول مشهور يشرح فيه العلاقة بين مصر وبريطانيا واصفًا إياها بأنها " زواج كاثوليكي بين مصر وبريطانيا لا طلاق فيه " وتمت العملية بنجاح في 6 يناير عام 1946 على يد حسين توفيق ، وتم الزج بــ " أنـور الـســادات " إلى سجن الأجانب دون اتهام رسمي له ، وفى الزنزانة 54 تعلم " الـســادات " الصبر والقدرة على الخداع ، حيث كانت تتصف هذه الزنزانة بأنها قذرة لا تحتوى على شيء إلا بطانية غير آدمية ، وتعتبر تجارب " الـســادات " بالسجون هذه أكبر دافع لاتجاهه إلى تدمير كل هذه السجون بعدما تولى الحكم وذلك عام 1975 وقال حين ذاك " إن أي سجن من هذا القبيل يجب أن يدمر ويستبدل بآخر يكون مناسبا لآدمية الإنسان ".
كما أدى حبس " الـســادات " في الزنزانة 54 بسجن القاهرة المركزي إلى التفكير في حياته الشخصية ومعتقداته السياسية والدينية ، كما بنى " الـســادات " في سجنه علاقة روحانية مع ربه لأنه رأى أن الاتجاه إلى الله أفضل شيء لأن الله سبحانه وتعالى لن يخذله أبدا.
وأثناء وجوده بالسجن قامت حرب فلسطين في منتصف عام 1948 ، التي أثرت كثيرا في نفسه حيث شعر بالعجز التام وهو بين أربعة جدران حين علم بالنصر المؤكد للعرب لولا عقد الهدنة الذي عقده الملك عبد الله ملك الأردن وقت ذلك ، والذي أنقذ به رقبة إسرائيل وذلك بالاتفاق مع الإنجليز ، وفى أغسطس 1948 تم الحكم ببراءة " الـســادات من مقتل أمين عثمان وتم الإفراج عنه ، بعد ذلك أقام " الـســادات " في بنسيون بحلوان لكي يتمكن من علاج معدته من آثار السجن بمياه حلوان المعدنية.
بعد خروجه من السجن عمل مراجعًا صحفيًا بمجلة المصور حتى ديسمبر 1948 ، وعمل بعدها بالأعمال الحرة مع صديقه " حسن عزت " وفي عام 1950 عاد إلى عمله بالجيش بمساعدة زميله القديم الدكتور يوسف رشاد الطبيب الخاص بالملك فاروق.
وفي عام 1951 تكونت الهيئة التأسيسية للتنظيم في الجيش والذي عرف فيما بعد بتنظيم الضباط الأحرار فانضم إليها.
وتطورت الأحداث في مصر بسرعة فائقة بين عامي 1951 و 1952 ، فألغت حكومة الوفد معاهدة 1936 وبعدها اندلع حريق القاهرة الشهير في يناير 1952 وأقال الملك وزارة النحاس الأخيرة
وفي ربيع عام 1952 أعدت قيادة تنظيم الضباط الأحرار للثورة ، وفي 21 يوليو أرسل جمال عبد الناصر إليه في مقر وحدته بالعريش يطلب منه الحضور إلى القاهرة للمساهمة في ثورة الجيش على الملك ، وقامت الثورة وأذاع بصوته بيان الثورة وقد أسند إليه مهمة حمل وثيقة التنازل عن العرش إلى الملك فاروق.
في عام 1953 أنشأ مجلس قيادة الثورة جريدة الجمهورية وأسند إليه رئاسة تحرير هذه الجريدة. وفي عام 1954 ومع أول تشكيل وزاري لحكومة الثورة تولى منصب وزير دولة وكان ذلك في سبتمبر 1954.
وانتخب عضواً بمجلس الأمة عن دائرة تلا ولمدة ثلاث دورات ابتداءً من عام 1957 وكان قد انتخب في عام 1960 ، أنتخب رئيساً لمجلس الأمة وكان ذلك بالفترة من21 يوليو 1960 حتي 27 سبتمبر 1961 ، كما أنتخب رئيساً لمجلس الأمة للفترة الثانية من 29 مارس 1964 إلى 12 نوفمبر 1968 ، وفي عام 1969 اختاره جمال عبد الناصر نائباً له وظل بالمنصب حتى يوم 28 سبتمبر 1970
بعد وفاة الرئيس " جمال عبد الناصر " في 28 سبتمبر 1970 وكونه نائباً للرئيس أصبح رئيساً للجمهورية ، وقد اتخذ في 15 مايو 1971 قراراً حاسماً بالقضاء على مراكز القوى في مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح ، وفي نفس العام أصدر دستورًا جديدًا لمصر.
وقام في عام 1972 بالاستغناء عن ما يقرب من 17000 خبير روسي في أسبوع واحد ، ولم يكن خطأ استراتيجي ولم يكلف مصر الكثير إذ كان السوفييت عبئ كبير على الجيش المصري ، وكانوا من قدامى العسكريين السوفيت والمحالين على التقاعد ، ولم يكن لهم أي دور عسكري فعلي خلال حرب الاستنزاف على الإطلاق ، وكان الطيارين السوفييت برغم مهمتهم في الدفاع عن سماء مصر من مطار بني سويف ، إلا أنهم كانوا فشلوا في تحقيق المهمة بالكامل ، والدليل خسارتهم ل 6 طائرات (ميج 21) سوفيتية بقيادة طيارين سوفيت في أول واخر اشتباك جوي حدث بينهم وبين الطائرات الإسرائيلية ، والحقيقة التي يعرفها الكثيرون بأن إقدام " الـسـادات على هذا التخلي كان من خطوات حرب أكتوبر ، حيث أراد السادات عدم نسب الانتصار إلى السوفيت.
وكذلك من أهم الأسباب التي جعلته يقدم على هذه الخطوة هو أن الاتحاد السوفياتي أراد تزويد مصر بالأسلحة بشرط عدم استعمالها إلا بأمر منه ، حيث أجابهم " الـسـادات " بكلمة : أسف .. فلا اقبل فرض قرار على مصر إلا بقراري وقرار الشعب المصري.
كما أن هؤلاء الخبراء الروس كانوا معيقين بالفعل للعمليات العسكرية المصرية خلال حرب الاستنزاف ، وتم اكتشاف عدد منهم يتجسس لحساب إسرائيل بالفعل ، وكان الضباط والجنود المصريين لا يتحدثون معهم في أي تفاصيل عن العمليت الحربية أو حتى التدريب ، لقد كان تواجد هؤلاء الخبراء مجرد رمز على الدعم السوفيتي ولعبة سياسية لا أكثر.
وقد أقدم الرئيس الراحل " مـحـمـد أنـور الـســادات " على اتخاذ قرار مصيري له لمصر وهو قرار الحرب ضد إسرائيل التي بدأت في 6 أكتوبر 1973 عندما استطاع الجيش كسر خط بارليف وعبور قناة السويس فقاد مصر إلى أول انتصار عسكري على إسرائيل.
وقد قرر في عام 1974 على رسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب وذلك بانفتاحها على العالم فكان قرار الانفتاح الاقتصادي.
ومن أهم الأعمال التي قام بها كان قيامه بإعادة الحياة الديمقراطية التي بشرت بها ثورة 23 يوليو ولم تتمكن من تطبيقها ، حيث كان قراره الذي اتخذه بعام 1976 بعودة الحياة الحزبية حيث ظهرت المنابر السياسية ومن رحم هذه التجربة ظهر أول حزب سياسي وهو الحزب الوطني الديمقراطي كأول حزب بعد ثورة يوليو وهو الحزب الذي أسسه وترأسه وكان اسمه بالبداية حزب مصر ، ثم توالى من بعده ظهور أحزاب أخرى كحزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوي التقدمي وغيرها من الأحزاب.
بتاريخ 19 نوفمبر 1977 اتخذ الرئيس قراره الذي سبب ضجة بالعالم بزيارته للقدس وذلك ليدفع بيده عجلة السلام بين مصر و إسرائيل ، وقد قام في عام 1978 برحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التفاوض لاسترداد الأرض وتحقيق السلام كمطلب شرعي لكل إنسان ، وخلال هذه الرحلة وقع اتفاقية السلام في كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ، وقد وقع معاهدة كامب ديفيد للسلام مع كل من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن.
والاتفاقية هي عبارة عن إطار للتفاوض يتكون من اتفاقيتين الأولى إطار لاتفاقية سلام منفردة بين مصر وإسرائيل والثانية خاصة بمبادئ للسلام العربي الشامل في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان ، وقد انتهت الاتفاقية الأولى بتوقيع معاهدة السلام المصرية - الاسرائيلية عام 1979 والتي عملت إسرائيل على إثرها على إرجاع الأراضي المصرية المحتلة إلى مصر وقد حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن وذلك على جهودهما الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط
لم تكن ردود الفعل العربية إيجابية لزيارته لإسرائيل ، وعملت الدول العربية على مقاطعة مصر وتعليق عضويتها في الجامعة العربية ، وتقرر نقل المقر الدائم للجامعة العربية من القاهرة إلى تونس العاصمة ، وكان ذلك في القمة العربية التي تم عقدها في بغداد بناء على دعوة من الرئيس العراقي أحمد حسن البكر في 2 نوفمبر 1978 ، والتي تمخض عنها مناشدة الرئيس المصري للعدول عن قراره بالصلح المنفرد مع إسرائيل مما سيلحق الضرر بالتضامن العربي ويؤدي إلى تقوية وهيمنة إسرائيل وتغلغلها في الحياة العربية وانفرادها بالشعب الفلسطيني ، كما دعى العرب إلى دعم الشعب المصري بتخصيص ميزانية قدرها 11 مليار دولار لحل مشاكله الاقتصادية ، إلا أنه رفضها مفضلاً الاستمرار بمسيرته السلمية المنفردة مع إسرائيل.
وقد أقدمت الدول العربية على قطع علاقتها مع مصر ، باستثناء سلطنة عمُان والسودان و المغرب ، وقد اعتبر كثير من الباحثين أن هذا القرار كان متسرعاً وغير مدروس ، لكن سرعان ما عادت الجامعة العربية لجمهورية مصر العربية عام 1989 ، ومن الغريب أن معظم الدول التي قاطعت مصر لعقدها معاهدة سلام مع إسرائيل واعترافها بها عادت بعدها بسنوات واعترفت بدولة إسرائيل بل وتسابقت في عقد اتفاقيات عسكرية واقتصادية ما عدا الجزائر و العراق الذين استمرو بموقفهم
وبحلول خريف عام 1981 قامت الحكومة بحملة اعتقالات واسعة شملت المنظمات الإسلامية ومسئولي الكنيسة القبطية والكتاب والصحفيين ومفكرين يساريين وليبراليين ووصل عدد المعتقلين في السجون المصرية إلى 1536 معتقلاً وذلك على إثر حدوث بوادر فتن واضطرابات شعبية رافضة للصلح مع إسرائيل ولسياسات الدولة الاقتصادية.
وفـاتـه
في 6 أكتوبر من عام 1981 " بعد 31 يوم من إعلان قرارات الاعتقال " تم اغتيال الرئيس الراحل " مـحـمـد أنـور الـسـادات " في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر ، وقام بالاغتيال " خالد الإسلامبولي وحسين عباس وعطا طايل وعبد الحميد عبد السلام التابعين للمنظمة الجهاد الإسلامي التي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام مع إسرائيل ، حيث قاموا بإطلاق الرصاص علي الرئيس السادات مما أدى إلي إصابته برصاصة في رقبته ورصاصة في صدره ورصاصة في قلبه مما أدي إلي وفاته وجاء اغتيال " الـســادات " بعد أشهر قليلة من حادثة مقتل المشير " أحمد بدوي " وبعض القيادات العسكرية في تحطم طائرته الهليكوبتر بشكل غامض جدا، مما فتح باب الشكوك حول وجود مؤامرة
تعليقات: 0
إرسال تعليق