لان السوريين في ظروف استثنائية، يمكننا ان نفهم ونتفهم مايقوله البعض، وما يفعله بعض آخر، خاصة عندما يتعلق الامر بعموم الناس، او اكثريتهم الذين اثرت عليهم كثيراً اداوات واجهزة نظام الاسد طوال عقود، فوضعتهم في سياق اعمال وممارسات واقوال، لم تستطع ثورة السوريين، تجاوزها حتى الان، وقد اضافت الظروف التي صارت اليها اوضاع السوريين بعد الثورة، عوامل ضغط، فكرست بعض تلك الممارسات والاقوال.
لا ابحث عن اعذار او مبررات للاخطاء، التي تحيط بنا في حياتنا سواء من كان داخل الوطن او في المهاجر، انما احاول ان افهمها عند قطاع من السوريين، لكن هذا الوضع عند النخبة السورية من رجال السياسة والفكر والثقافة والاقتصاد والمجتمع له وضع آخر، لاعذر للسياسي اذا قصر او اخطأ في التعامل مع قضية سياسية، او قال مالا يجوز قوله مثل التمييز بين “داعش” و”النصرة”، وقد تقاتلا على تبعية القاعدة وتمثيلها، او القول ان “النصرة” افضل من “داعش”، وكلاهما من طينة واحدة اساسها التطرف وممارسة الارهاب بقوة السلاح.
كما انه لاعذر لمثقف او مفكر، نأى بنفسه أو ترك شعبه وهو يواجه الة الحقد والارهاب المزدوج، التي اطلقها نظام الاسد ومليشياته وحلفائه، وتلك التي اطلقها التطرف سواء كان تطرفاً دينياً او قومياً، وكل جرائم الارهاب المزدوج، تذهب عميقاً في دم السوريين ودمارهم وتهجيرهم، وبطبيعة الحال، فلا عذر لرجل الاقتصاد الذي يستغل اوضاع السوريين ليراكم ثروة وسط الظروف شديدة القسوة التي تحيط بمواطنيه.
كل الذين يرتكبون الاخطاء والخطايا لاعذر لهم، وينبغي ان يحاسبوا على ارتكاباتهم وفقاً للقانون، وامام محاكم عادلة ووسط بيئة قانونية وحقوقية اساسها العدالة، وكلها امور لانقاش فيها، لكن ثمة نهج آخر صار اكثر تداولاً في صفوف النخبة منها الخضوع لاجندات سياسية خارجية او داخلية، وجعلها الموجه في السلوك والقول بغض النظر عن الحق والحقيقة والصدق والمصلحة الوطنية ومثل ذلك من قيم، وكذلك التعامل بخفة وبقدر اقل من المسؤولية او بدونها مع قضايا وموضوعات شديدة الخطورة.
وفي كل الحالات فان سياسات جرى اتباعها وممارسات تم الانخراط فيها، وأقوال تضمنت احكاماً بالوطنية والخيانة والفساد والخروج عن خط الثورة، وغير من ارتكابات ليس لها اساس موضوعي في الواقع المعاش، وهؤلاء مثل سابقيهم، يستحقون العقاب ربما مرتين أكثر من المرتكبين الاوائل والسبب انهم لم يخطئوا فقط، بل ذهبوا الى الابعد من ذلك بكثير، واضافوا الى ماسبق جريمة تضليل الناس والكذب عليهم، اعان الله السوريين من هؤلاء المتخفين وراء يافطات الثورة والشعب!
التدوينة كان الله في عون السوريين! ظهرت أولاً على الأيام.
تعليقات: 0
إرسال تعليق