تستمر مباحاثات جنيف وسط أجواء مشحونة بالمراوحة في المكان، خاصة وأن لا شيء من طلبات أي من الأطراف تحقق حتى الآن، مما ينذر بحرب اعلامية شرسة بين جميع الأطراف لكسب الرأي العام إلى صفها للإستفادة منه على طاولة مازالت خالية إلا من ديمستورا وفريقه.
وعلى الرغم من أن المعارضة السورية الممثلة بالهيئة العليا للمفاوضات حضرت إلى جنيف دون تنفيذ أي من اجراءات بناء، إلأ أنها حصدت أولى نتائج حضورها باستبعاد رئيس “الحزب الديمقراطي الكردي” صالح مسلم، والقائمة التي اختارتها موسكو لطاولة المفاوضات.
النظام الذي مازال يراوغ في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، يعتبر حضور المعارضة إلى جنيف نصر له، حيث سيهدر وقت المفاوضات بالبحث بالمسائل الإنسانية، ويتهرب من الإستحقاقات السياسية، لكنه فشل ومن خلفه روسيا بإبعاد ممثلي الفصائل المسلحة “جيش الإسلام” و”أحرار الشام”، من وفد المعارضة تمهيداً لوضعهم على “قوائم الإرهاب”، خاصة بعد أن أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن امكانية مشاركتهم في المفاوضات.
وسط هذا اللبس يسعى مسؤولون أميركيون الى إقناع دول غربية وعربية حليفة للمعارضة بالضغط على الهيئة للإبقاء على وفدها الأسبوع المقبل الى حين انعقاد المؤتمر الوزاري لـ “المجموعة الدولية لدعم سوريا” في ميونيخ في ١١ الشهر المقبل، الذي يرمي الى تقويم نتائج الجولة الاولى من المفاوضات و “وضع اسس الجولة الثانية”.
غير أن الناطق الرسمي بإسم الهيئة سالم المسلط أكد في تصريحات صحفية، “رسالتنا من هنا لها صدى اكبر، ومتمسكين بثوابتنا، جئنا لبحث الشأن الانساني مع الطرف الدولي ولن تكون هناك اية مفاوضات في ظل هذا الاجرام، إن لم يكن هناك تطبيق للبنود الانسانية في القرار الدولي الذي تعهدت لنا دول بتنفيذ ذلك فلا مبرر لوجودنا في جنيف ولن تتجاوز إقامتنا يومين أو ثلاثة”.
وفي هذا الوقت يعمل دي مستورا على فتح أي ثغرة لضمان استمرار المحادثات، بعد اجتماع ميونخ، وبهاذا يتحتم عليه انتزاع تنفيذ ولو قدر قليل من اجراءات بناء الثقة المتعلقة بالإفراج عن المعتقلين وفك الحصار ووقف اطلاق النار، غير أن هذه الإجراءات تشكل نصر مرحلياً للمعارضة السورية يمكنها من تجييش الرأي العام والإستفادة من قوته في المفاوضات السياسية، وهو أمر لا يريد النظام تحقيقه بطبيعة الحال.
لن يكون وضع دي مستورا بعد اجتماع ميونخ كما كان قبله، فقد بات الفشل محسوب خاصة بعد أن أكدت مصادر دبلوماسية غربية إن جنيف3 “بدأ بداية سيئة لا تحمل أية تباشير بتحقيق شيء ما. وترى هذه المصادر أن اللوم “يقع على ستيفان دي ميستورا الذي لم يجب بشكل مرٍض عن التساؤلات والاستفهامات التي طرحتها المعارضة عليه وعلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالتين منفصلتين”.
كشفت وثيقة سرية حصلت عليها مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، أن الأمم المتحدة لن تكون قادرة على رصد أو تنفيذ أي اتفاق للسلام قد يخرج عن محادثات السلام الجارية في جنيف.
وأضافت الوثيقة أن الأمم المتحدة عبرت عن قلقها إزاء تعويل العالم على قدرة الأمم المتحدة الخروج بحلول للأزمة السورية، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة قد لا تستطيع فرض وقف لإطلاق النار، بسبب تعدد الفصائل المسلحة والجماعات الإرهابية في سوريا.
كما لفتت الوثيقة إلى أن الحرب الأهلية في سوريا والتطورات السياسية إزاء الأزمة تشير إلى أن الاعتماد على قوات دولية أو مراقبين طريقة غير ملائمة لمراقبة وقف النار، بسبب خطورة الوضع على الأرض بالنسبة لقوات حفظ السلام.
تشكل هذه التسريبات أوراق ضغط على المبعوث الدولي، الذي بات مضطراً لإثبات حسن النوايا والتصرف اليوم أكثر من أي يوم أخر، حتى لا تكون نهايته كسلفه الذين أوصلهم جنيف أيضاً إلى خارج الملف السوري.
المصدر: مدار اليوم
التدوينة موقف دي مستورا سيكون حرجاً في اجتماع ميونخ 11 شباط ظهرت أولاً على الأيام.
تعليقات: 0
إرسال تعليق